سَـلِّمْ أيا ياسـرْ - أحمد الريماوي

سَلِّمْ أيا ياسرْ
 
سَلِّمْ على ناصِرْ
 
بَلِّغْهٌ أنّ شُعوبَنا حَيَّهْ
 
بَلِّغْهُ أنّ قُلوبَنا رَيَّهْ
 
بَلِّغْهُ أنّ العَهْدَ عَهْدٌ...
 
خَطَّهُ كَنعان بالدَّمِ ...
 
أنَّهُ يَهْوى بَهِيَّهْ
 
سَلِّمْ على شُهَدائنا في المَرْكَزِيّهْ
 
***
 
سَلِّمْ على ابْنِ حْمودْ...
 
الرَّائد الأوّلْ
 
مَنْ طَعَّمَ البارودْ
 
مَنْ ألْهَمَ المِنْجَلْ
 
سَلّم على ابن حمودْ
 
مَنْ عَطّر المشْعلْ
 
مَن سِرّهُ مَشْدودْ
 
للثابِتِ المَنْشودْ...
 
في القُدسِ في بيسانْ
 
سَلِّمْ على ابْنِ حْمودْ
 
مَن ذِكْرُهُ مَشْهودْ...
 
في السِّفْرِ... في المَيْدانْ
 
***
 
قَبِّلْ وليدَ أبا عَلِيّ الفارس الوَلْهانْ
 
مَنْ شَنّفَ الأحْراشَ والوِديانْ
 
بأزيزِ نارِ العاصفهْ
 
مَنْ هَبَّ يَصْدَحُ في "القَواعِدِ" ...
 
في الليالي الواجِفَهْ
 
(هيَّا اعْصِفي يا عاصِفَهْ)
 
(هَيّا اعْصِفي...
 
اليوم يوم الآزِفَهْ)
 
***
 
سَلِّمْ على مَمْدوحْ
 
سَلِّمْ على قيثارِهِ المَجْروحْ
 
سَلِّمْ على الضَّيْغَمْ
 
أسَد الفَلا صَيْدَمْ
 
سَلِّمْ على عُدْوانْ
 
سَلِّمْ على زوّادَةِ الأشْجانْ
 
سَلِّمْ على من أضْرَمَ الأحزانْ
 
سَلِّمْ على النَّجّارْ
 
مَنْ طَوّعَ الإعْصارَ بالأفْكارْ
 
مَنْ شَذّبَ الأخْطارَ بالإصْرارْ
 
***
 
هَيّا أبا الثّوارْ... قَبّلْ خليلْ
 
مَنْ أشْرَعَ الأسْرارَ من بَوّابَةِ الأنْوارِ لِلأحْرارْ
 
مِنْ شَوْقِ غَزَّةَ...
 
من كُرومِ القَلْبِ ...
 
في أعْلى جِبالِ العِشْقِ
 
مِن رَعْشِ الجَليلْ
 
يُفْضي إلينا عن دَوالي الشَّوقِ ...
 
في صَدْرِ الخَليلْ
 
مِن هَمْسِ مَرْجٍ في الضُّلوعِ...
 
لِبَوْحِ سَهْلٍ في الأُصولْ
 
مِن كَرْمِلٍ ...
 
يَرْوي حِكاياتِ العَصافيرِ الشَّجِيَّهْ
 
***
 
هَيّا أبا الثُّوّارْ
 
قََبِّلْ أميرَهُمو خَليلْ
 
مَنْ عَبّأ الألوفْ
 
مَنْ رَصّعَ الصُّفوفَ بالكتيوشَهْ
 
مِنْ قَلْعَةِ الشقيفْ
 
مِنْ صور... من مَغْدوشَهْ
 
مِنْ ثَغْرَةٍ للخَصْمِ شَلّتْ طولَهُ... رَجّتْ عُروشَهْ
 
مِنْ خِطّةٍ زَجّتْ نُعوشَهْ
 
في الوَيْلِ... في وادي سَقَرْ
 
وادي العِبَرْ
 
هَيّا أبا الثُّوّارْ...قَبِّلْ خليلْ
 
مَنْ هَنْدَسَ انتفاضة الشّبيبَهْ
 
فاسْتَبْشَرَتْ مَدامع الحَبيبَهْ
 
بمولد الصّباحْ
 
قَبِّلْ أَميرَهُمو خليلْ
 
واحْضُنْ نَقيبَهُمو صَلاحْ
 
مَن بَلْوَرَ الأتْراحَ بِالأفراحْ
 
مَن عَتَّقَ الأصْباحْ
 
من عَلَّقَ الأرواح...
 
بِهَوى عُيونِ المَجْدَلِيَّهْ
 
تحكي حِكايَتَها لأعراسِ البَرِيَّهْ
 
***
 
سَلِّمْ على المارِدْ
 
بَدْرِ النُّهى ماجِدْ
 
مَن عَلَّمَ العُشّاقَ كيف تُحَبُّ جَفْرا
 
سَلِّمْ على ماجدْ ... مَن عانَقَ الشِّعْرا
 
سلّمْ على مَن عاقَرَ العَصْرا
 
***
 
سَلِّمْ على القائِدْ
 
شَمس الحِجا خالِدْ
 
مَن رشَّ ماء العَهْدِ للماضي
 
مَن صاغَ شَهْدَ الجُهْدِ للحاضر
 
مَن رشَّ زَهْرَ الوَعْدِ للآتي
 
مَن أزْهَرَ الفِكْرا
 
سَلِّمْ على طََوْدِ الرُّؤى خالِدْ *
 
مَن دَوَّنَ النَّصْرا
 
***
 
قَبِّلْ "ظَريفَ الطُّول" هايِلْ
 
هِيَ ذي عَتابا...
 
ألْقََتْ الرَّسْلَ المُشاغِبَ
 
لا المُخاتِلْ
 
ألْقَتْهُ سِرّاً في مَهَبِّ الوَصْلٍ
 
من مِنْديلِها طارَ الشِّعارُ
 
على سَنا إكْليلِها المَعْجون من وَلَهِ الخَمايلْ
 
سَلِّمْ على هايلْ
 
مَنْ سِرُّهُ في القََلْبِ ماثِلْ
 
***
 
سَلِّمْ على زَيْنِ الزَّمانِ...
 
وفارس الخِلاّنِ صايِلْ
 
جَفْرا يُداعِبُ صَدْرَها شَغَبُ الجَدايِلْ
 
وهو المُعَنّى صالَ في بيروت ...
 
جالَ مُرَدِّداً ... مَن ذا يُنازِلْ؟
 
***
 
سَلِّمْ على عَزْفِ الفِدا
 
يَشْدوهُ في الظُّلُماتِ باجِسْ
 
كم لاوَعَتْهُ الميجَنا...
 
كم جاذَبَتْ حتّى انشَرَحْ
 
تُلْقي ِ شَذا إيقاعِها
 
لِبُزوغِ نوّارِ الفَرَحْ
 
***
 
قَبِّلْ كيوبيدَ المُشاكِسْ
 
طَوِّقْ حَبيبَكَ...
 
سَيِّد الأشْبالِ فارِسْ
 
بِرُموشِ أقواسِ القُزَحْ
 
***
 
قَبِّلْ دَلالْ
 
مَن أنْبَتَتْ بِدِمائها
 
أحلى الشَّقائِقِ واللآلْ
 
مَن أسْكَرَتْ هامَ الخَيالْ
 
مَن طََرَّزَتْ شُعَلَ الرِّيادهْ
 
***
 
سَلِّمْ على مَن أوْرَقَتْ منه الوِلادَهْ
 
في عَيْلَبونْ
 
مَن أُبْهِرَتْ منه العُيونْ
 
مَن صَبَّ مَعنى أن نَكونْ
 
مَنْ راحَ يَكْرَعُ – آهِ –
 
مِن كَأسِ الكَرامَهْ
 
سَلِّمْ على رِبحي وفسْفوري...
 
وعُشّاقِ الكَرامَهْ
 
مَنْ عَلّموا الدُّنيا أساطيرَ الشَّهامَهْ
 
***
 
سَلِّمْ على الرُّوّادْ
 
مَن أطَّروا بالحُبِّ آيات الجِهادْ
 
مَن جَذَّروا حُلم الجَنوبْ
 
بِسَوْرَةِ الشَّهادَهْ
 
***
 
سَلِّم على مَن عَطَّروا...
 
حَمّامَ شَطِّ تونسْ
 
وقَلّدوا قِلادَهْ...
 
أضاءَت البَرِيَّهْ
 
وألْهَبَتْ بتونس الحَمِيَّهْ
 
***
 
ياسَيّدي...
 
سَلِّمْ على الأشاوِسْ
 
مَنْ مَزَّقوا الهَواجِسْ
 
مَن عَبَّدوا الأحلامَ والأنْغامْ
 
مَن وَلّدوا الإقْدامْ
 
مَن شَجّروا الإباءْ
 
***
 
يا فارسَ الفَوارِسْ
 
إليك مِن حَناجِرِ المَساجِدْ
 
إليك من مَآثِرِ الكَنائسْ
 
إليك من لَواعِجِ المَعابِدْ
 
تُطارِدُ الوَساوِسْ
 
***
 
إليك من مَشاعِرِ الأزِقَّّةِ الحَنونَهْ
 
إليك من ظِلالِها الرَّزينَهْ
 
إليك من أشبالِنا
 
إليك من زَهراتِنا
 
يَسْري أنينُ النّأي والرّبابهْ
 
إليك من تَغْريبهْ...
 
أغْروا بها شِبّابَهْ
 
تَحْكي لَنا عن لَهْفَةِ الجَداوِلْ
 
لِرَبْوَةِ المَشاعِلْ
 
تَحْكي لنا عن حَسْرَةِ المَشاتِلْ
 
عن آهةِ الحُقولِ للبلابلْ
 
***
 
إليك من أطْيانِنا
 
إليك من أجْيالِنا البَواسِلْ
 
إليك من أطْيارِنا
 
إليك من أزْهارِنا
 
أسْطورَةً ...
 
قد صاغَها الصَّبَّارُ والمرّارْ
 
أسْطورَةَ الأغْوارْ
 
قد صاغَها الشِّيحُ...
 
للواعِدِ المِغْوارْ
 
***
 
تَحْكي لَنا عن أمَلٍ ما هَزَّهُ ريحُ
 
عن جَبَلٍ تَعْلو بِهِ روحُ
 
أسْطورَةً قد حاكَها السِّيحُ
 
***
 
تَحْكي لنا عن حَجَلٍ يَخْتالْ
 
يستَعْذِبُ الحِجارَةَ الصّريحَهْ
 
يَسْتَنْطِقُ السَّناسِلَ الصَّبوحَةَ النَّصوحَهْ
 
عن كِرْكِسٍ يَحْتالْ
 
عن غُرْبَةِ الدُّورِيِّ في المَزارِعِ الجَريحَهْ
 
عن بُلْبُلٍ يُغْتالْ
 
أُسْطورَةٌ هامت بها شنّارَهْ
 
تَسْتَعْجِلُ البِشارَهْ
 
***
 
تحكي لنا عن بسمة الكوفِيّةِ الشّمّاءِ للعِقالْ
 
عن لَفْحَةٍ تَضَرَّجَتْ بِحُزْنِها
 
فَضَمَّها القُمْبازِ في الظهيرهْ
 
عن عِزَّةٍ تَحُفُّنا بالدَّبْكَةِ الشَّهيرَهْ
 
يُغْري بها المَوّال
 
***
 
إليك من سَمائنا...
 
من بَحْرِنا ...من بَرِّنا الأشَمْ
 
إليكَ من نَقائنا...هَدِيَّةَ الشِّيَمْ
 
العَهْدُ بالعَهْدِ الْتَأمْ
 
كي يَسْطَعَ العَلَمْ
 
والوَعْدُ بالوَعْدِ الْتَحَمْ
 
كي يُشْرِعَ العَلَمْ
 
كِلاهُما يا سَيّدي...
 
مِلْحُ القَسَمْ
 
***
 
أُسْطورَةٌ.. أسْطورَهْ
 
تحكي لنا عن لَوْعَةٍ...
 
عن حيرَةٍ وغيرَهْ...
 
عن سِيرَةٍ مُثيرَهْ
 
***
 
تَشْدوا بِأنْغامِ المَآذِنِ للصّلاهْ
 
آهٍ وآه...ْ
 
تَشْدو كما النّاُقوس للكنيسَهْ
 
أشْعارُهُ أنيسَةٌ... أنيسَهْ
 
تَشدو على سَمْعِ الوَطَنْ
 
تَشْدو على دَمْعِ الشَّجَنْ
 
وَصِيّةَ السّلامِ والخَلاصْ
 
أعْلَنْتَها يا أوَّل الرَّصاصْ
 
أعْلَنْتَها يا أوّل القَلَمْ
 
أعْلَنْتَها يا شُعْلَةَ الألَمْ
 
***
 
هَيّا أبا الثّوّار
 
قَبِّلْ "شَهيدَ القُدسِ" فيصلْ
 
مَن شَوْقُهُ في السِّفْرِ زَلْزَلْ...
 
أعْتى العُتاهْ
 
مَن رَغْرَغَتْ عيناهُ في نَجْواهْ
 
لِرَكْعَةٍ في المَسْجِدِ الأقْصى
 
كم مَرَّةٍ أوصى...
 
أن نَعْتلي الغَمامْ
 
كم مرّةٍ أحْصى...نَوْحَ اليَمامْ
 
***
 
سَلّمْ على من نَوّرَ القَسْطَلْ
 
مَنْ عِشْقُهُ جَلْجَلْ
 
سَلّمْ على إيقاعِهِ فَيْصَلْ
 
***
 
هيّا أيا ياسِرْ
 
سَلِّمْ على ناصِرْ
 
بَلِّغْهُ أنّ شُعوبَنا حَيّهْ
 
بَلِّغْهُ أنّ قُلوبَنا رَيّهْ
 
بَلّغْهُ أنّ العَهْدَ عَهْدٌ...
 
خَطَّهُ كَنْعانُ بالدّمِ
 
أنَّهُ يَهْوى بَهِيَّهْ
 
سَلِّمْ على شُهَدائِنا... في المَرْكَزِيّهْ
 
* * *
 
 
 
* خالد الحسن (أبو السعيد) وخالد اليشرطي (أبو الهادي).
 
تم إلقاء القصيدة بالمهرجان الذي أعدته سفارة دولة فلسطين بالرياض بمناسبة الذكرى الثالثة لاستشهاد القائد الرمز ياسر عرفات
© 2024 - موقع الشعر