بريدُ السّحَر

لـ سالم المساهلي، ، بواسطة سماهر، في غير مُحدد

بريدُ السّحَر - سالم المساهلي

أوّاهُ يا قلبُ كم هجرًا ستحتملُ
الدّمعُ يَشرَقُ والأحشاءُ تشتعلُ

لا تألَفُ الرّوح خِلاّ تستضيئُ
به في حُلكة الدّهر، حتّى يمكُرَ الأجَلُ

كانوا هنا سندا كانوا هنا بلدا
لكنّهم رحلوا، والصّمتُ مُنسدلُ

ما أوجع الصّمت حين الصّبرُ يُقنعه
كي لا يبوحَ وكي لا يسقُطَ الرّجلُ

****
كم ينسجُ الفكرُ أوهاما تُشرّده

كم سافرت للجوى في دمعها المُقلُ
يا ِوحدةً سكنت أصقاع أنسجتي

حتّى كأن دمي للنّبض مُعتَقَلُ
أكُلما برقَت في الأُفق ساريةٌ

يجتثّها البُعدُ لا يحيا بها الأملُ
****

اليومَ ينتابُني من ذكرهم وجعٌ
كم هيّجتني شجونٌ كلّها عِللُ

أكادُ ألثم وجها حين أذكره
يهتزّ بي الشوقُ لكن يخدعُ الطللُ

في كل حين يضامُ القلبُ تذكرةً
حتّى يُشرّعَ من تشريديَ المثلُ

يا مَنبت الرّوح والوجدان يا بلدي
قد ضجّت النفسُ بالأغلال ما العملُ؟

حتّامَ تركبنا الأسفارُ حاملة
أحلاَمَنا البيضَ والآلامُ تعتملُ؟

يا قُرّة العين في الأكوان يا بلدي
مالي أرافقُ قلبا لفَّه الوجلُ؟

آمنتُ بالأرض أُمّا لستُ أُنكرها
مهما قضى الدّهرُ نبضُ الرّوح متّصلُ

أمّاه قد نضجت في العشق أغنيتي
لِمْ لا أبوحُ وأشكو ثمّ أبتهلُ ؟

****
يا سيّد القلب لا الأيامُ مُسعفةٌ

ولا المكانُ فماذا ينفعُ الغزلُ ؟
أشتاقُ للذكْر والآمالُ سابحة ٌ

ما ألطَف الذكرَ حين الليلُ يشتملُ
إنّي سأذكر في الأحلام من رحلوا

علّ السلامَ إلى وجدانهم يصلُ
قد يكتوي الجسدُ المنهوكُ من كَبَد

أو يُربكُ الخطوُ بالأثقال تُحتملُ
لكنّني سفَرٌ يبقى على سفر

قد تعصفُ الرّيحُ لكن يثبُتُ الجبلُ
© 2024 - موقع الشعر