غجرٌ منْ أغنياتٍ - مصطفى بن عبدالرحمن الشليح

تكبرُ الكِلمة
 
عنقودٌ منَ الخوفِ تدلىَّ
 
منْ دوالي الحرفِ
 
لمْ أعرفْ زمانًا
 
يصْرفُ الكشفَ
 
عن الكشفِ
 
ولمْ أدر
 
إلى أينَ مضاءُ السيفِ
 
ينسابُ فضاءً لولبيَّ الرجفِ
 
حتى أصرفَ الكِلمة عنْ وجهتها
 
تكبُرني الكِلمة
 
منذ الرَّجفةِ الأولى
 
ومنذ ...
 
السَّادن الأول في ثرثرة النزفِ
 
في همهمةِ النسفِ
 
متى اخترتُ زمانًا
 
ما ارتأى
 
ما ارتأى أنّ العناقيدَ
 
كلامٌ حائمٌ حولَ العناقيدِ
 
ولا معنى سوى الخفِّ، ورمل البيدِ
 
والخيمة يسلوها
 
حمامٌ هائمٌ بينَ الأغاريدِ
 
إذا يهدلُ
 
يثغو، في الربى، نايُ الأماليدِ
 
وإنْ يسكنه الدمعُ
 
فرجعٌ خاشعٌ قد ينطوي من دونه
 
حُرُّ النشيدِ
 
للقوافي فوضويُّ الوقع
 
لي ما للقوافي
 
منْ عيون الماءْ
 
هلْ تذكرني قطتي البيضاءْ ؟
 
هلْ تذكرُ منْ شعريَ
 
ما اصَّاعدَ، معراجا، إلى عينين
 
يرسو فيهما الأولُ ؟
 
أنا ما أبحرتُ منذ الهدهدِ الأول
 
لما أوَّلَ الرؤيا
 
وأسرى للمواعيدِ. أنا
 
حِرتُ
 
ولا شطآنَ لي
 
وأنا سرتُ
 
ولا عنوانَ لي
 
إلا الذي ما كانَ لي
 
حينَ أصّاعد، معراجًا،
 
إلى عيْنين
 
يرسو فيهما الأولُ
 
منذ لفتْ قطة بيضاءْ
 
منْ حول قصيدي غجرًا منْ أغنياتْ
 
صاحياتٍ غافياتْ
 
وأسرَّتْ لرواء المنتهى :
 
كمْ قمرًا
 
يرحلُ في ضوء الأناشيدِ
 
كتابا، والدجى يُنشده
 
مثلَ التراتيل
 
وقد يَنشده بين الأسارير خطابا
 
سربلتْه سَورةُ الرؤيا
 
بما في القلب
 
منْ حُزْن ومنْ حَزْن
 
ترى تذكرني
 
الكِلمة
 
لمَّا ترتخي الكِلمة
 
أنداءَ عبيرْ ؟
 
هلْ أنا منها العناقيدُ ..
 
العناقيد التي تشربها الخمرُ ؟
 
ألا كأسٌ هنا
 
يشربُها العمرُ ابتهالا لنهاياتِ
 
المسيرْ ؟
 
أو بداياتِ انفلاتِ الشجر النافر
 
عنقودًا من الكشفِ ؟
 
ألا كأسٌ هنا
 
يا قطتي البيضاءْ
 
حتى يشربَ الشاعرُ
 
رؤياه
 
امِّحاءْ ؟
© 2024 - موقع الشعر