أغنيات على أبواب القدس - حسين الهنداوي

حملت رحلي واستبقيت حورانا
وجئت للقدس أسقي القلب وجدانا

وطفت بين رباها أنتشي طربا
أعانق الطير أسرابا ووحدانا

أحدو ويحملني شوق إلى الأقصى
كأنّما الشوق في عينيه قد بانا

وأذكر الدهر كيف الليل كبّله
وكيف أصبح رغم الصمت مزدانا

ورحت أسأل هذي القدس والهفي
مواكب النور فيها تشرق الآنا

كأنما أنا في حلم تراودني
أمجاد خالد أو أمجاد مروانا

يا جبهة المجد هل أبصرت فاتنتي
تصبو إليّ وتهدي الحبّ ألوانا

تكلّل الدهر آمالا محلّقة
وتسكب النور أهدابا وأجفانا

يا قبلة المجد هل أبقيت لي وترا
فكلّ أعوادنا تهتزّ أحزانا

في ظلّك الحب والإخلاص قد نبتا
وأورق المجد والتاريخ أزمانا

كأنما الله قد أضفى بعزّته
على جناحيك إجلالا وتحنانا

لا خير في العمر إن عيناي لم تريا
في وحي عينيّ سيف المجد قد بانا

يا قبلة العرب هل أشكو معذّبتي
والحبّ في خافقي يرتدّ نيرانا

في اللد أشرعت آمالي تراودني
أمجاد خالد لمّا هزّ ذكرانا

وفي الجليل وقفت العمر محتسب
في ردّ مغتصب قد شقّ لبنانا

تلاحم زانه شوق لمعركة
تعيد للقدس أمجادا وسلطانا

لو تعلمين بأني همت في قلمي
وأنني بتّ في عينيك ولهانا

وأنّ عينيك يا شهلاء لم تزلا
في قمّة المجد نهواها وتهوانا

أرض بها الله قد صاغ الوجود رؤى
وحوّل الصخر والصوّان أفنانا

وفجّر الأرض أمجادا وأشرعة
وعلّم السيف أن يصبو للقيانا

في كلّ شبر على أهدابك ارتسمت
أحلام مجد طريّ بات جذلانا

وفي سماك تعالى صوتنا طربا
الله أكبر إخلاصا وعرفانا

يا قدس إنّ النوى يقتات من كبدي
ورغم هذا تراني فيك هيمانا

حلفت أنّك ترحالي ومرتحلي
وفي لقاك أحسّ العمر قد هانا

© 2024 - موقع الشعر