الدمُ الأبيضُ - مصطفى بن عبدالرحمن الشليح

للمدارات التي لمْ أتلبسْ أنا
 
رؤياها. وما كنت أنا من جرحِها
 
السريِّ إلا عتباتٍ. لمْ أتلمسْ
 
دمَها الأبيضَ يصَّاعد أنهارا وأشجارا
 
ويصَّاعد شدوا من دخان
 
منْ ملحها شدو دم أبيض
 
تزجيه البراري شذراتٍ للذي أنكرُه
 
من لوحها
 
لم أمارسْ لعبة الإيهام إما اخترتُ عنوانا
 
أنا كنت بيانا أدركته الدهشة الأولى
 
فما أعربتُ وما صورتْ
 
كان الدم ينسابُ افتتانا من ذهولي
 
ومن الحيرة تنسيني الزمانا
 
.. كان بي طفلٌ يرش الوهمَ نديانَ
 
على رمل النبوءاتِ. يبث الغيمَ منْ نجوايَ
 
قطافا
 
كان يدنو من كلامي حين أنأى
 
كان مهوى
 
والذي أصعده كان اختلافا
 
مثل عنقودٍ من المعنى، ومثل اللون
 
كمثرى، ولا لونَ لمعنى
 
غير ما كان انكشافا.
 
كان بغفو ليرى ما لا يُرى
 
حتى إذا خطوُ الكرى
 
خفَّ إليه، واعتراه ما اعترى
 
وأنا أنأى عن المعنى وأدنو
 
صورا
 
مختبئا في جرحها السريِّ
 
أو في ملحها الدريِّ
 
أو في لوحها النهريِّ
 
عنوانا سرى ..
 
مختبئا في جرحها السريِّ
 
أو في ملحها الدريِّ
 
أو في لوحها النهريِّ
 
عنوانا سرى ..
© 2024 - موقع الشعر