إلا ترقـرقَ المـاءُ واشتعَـلا - مصطفى بن عبدالرحمن الشليح

ما لي وما لليالي تنسبُ العذلَ
 
إلى قصائدَ لي لا تسحبُ الجذلَ منْ نجْمةٍ
 
ترتوي آيًا مُشعشِعة إلا لتخطرَ، في أبْرادِها، غزلا ؟
 
الكأسُ ميْساءُ نورًا
 
لا عديلَ له بين اللآلي على آمادِها اعتدلَ
 
كأنَّ منه ذؤاباتٍ سفرْنَ له أو أنَّ مِنه سَراباتٍ ومُحْتملا؛
 
كأنَّ رمْله للرائيِّ ذاكرة
 
تسْهو عن الرمْل إنْ ريْثًا وإنْ عجلا.
 
كأنَّ بي،
 
منْ ثنايا الماء، دائرة من الكلام ومعقودًا ..
 
ومُنسبلا على الجهاتِ التي أرسلت
 
سَلسلها على الجهاتِ ..
 
فورَّيْتُ الجَذى سُبلا.
 
راودْتُ إثفية عنْ جذوةٍ فرأى الحمامُ
 
إثفية أخرى إذا رحلَ الحمامُ عنْ حصْوةٍ
 
ملمومةٍ عَبثا على الكلام ..
 
وقدْ كانَ الصَّدى بَدلا.
 
وكنتُ أحْتسبُ الحرفَ النديَّ طلىً أنا الذي كنتني،
 
للصَّادياتِ، طلى.
 
لي الغادياتُ إلى الأبعادِ.
 
لي ندفٌ منَ الرمادِ إذا بسْملتها طللا
 
مالتْ بقافيةٍ غيداءَ هيللة هذي قصيدتها
 
مِنْ أينما انجذلَ ورد الحديقةِ مبهورًا بآيتها
 
منْ حيثما بحديثِ الجلوةِ اشتعلَ.
 
وتلك قافية للصَّادرين وما أتوا ولا صدروا،
 
لكنه ارتحلَ إلى قصائدهمْ قلبي
 
الذي وجلَ من الغمامة ..
 
فانزاحتْ له ظللا
 
ثمَّ ابتدا سفرٌ واحاته لمع، راحاته ودَع،
 
لوحاته نجع في الحلم ما انذهلَ
 
وما النجيع كؤوسٌ منْ مُراوحةٍ بيْني وبيْني،
 
وليلي مُترع أزلا.
 
ليلي الذي اختبأتْ ليلاته جذلا عن الكؤوس ..
 
وأبدتْ نخبَها جذلا ..
 
ليلي المُسافر في ليلي ..
 
وجبته كأسُ القصيدة تعْرى كلما انسبلَ.
 
ليلي الذي ابتدرتْ ناياته فسَرى حيّ إلى حلمِه.
 
كانَ السُّرى بَدلا.
 
كنت البديلَ. سألت الليلَ عنْ قمر همَى.
 
وهلْ بمُنعرج
 
الوادي منازله التي سهرتُ لها لا أشتكي مذلا ؟
 
وهلْ أرقتَ له ؟
 
قام الرقيبُ على أوتاره، وسلا السُّمارَ حينَ سلا.
 
وكانَ ينكت، منْ عليَاء جلسته،
 
رسْمَ الكلام الذي يسْتنسِلُ المثلَ.
 
وكانَ لي قمرٌ مُسترسِلٌ عَتبًا
 
إذا يُسامرني مُسترسِلا عذلا.
 
يقولُ: مَنْ آفلٌ يا صاحبي ؟
 
سكتَ العذولُ وابتدرَ الصمتُ المهيبُ حلى.
 
مَنْ قافلٌ عنْ أحاديثٍ يرق لها قيسٌ
 
وتشرق ليلى بالدموع
 
على ليلى وقيسٌ تملاه الجدارُ هنا،
 
وما تولى، وقيسٌ هائمٌ قبَلا ..
 
إلا ترقرقَ، منها، الماءُ واشتعلَ ..
 
وما تأوهَ، هَمسٌ في ملاءتها،
 
إلا تماهى جدارًا وانتهى جللا.
 
وللقصيدةِ حدْسٌ منْ مُخالسةٍ ومنْ مُؤانسةٍ.
 
مَنْ حَلَّ ؟ مَنْ وصلَ ؟
 
مَنْ أقبلَ الآنَ، مَطويًّا على لغةٍ هيَ القصيدة ؟
 
مَنْ أدنى لها حللا
 
من الإشارة تخفيها وتبسُطها على العبارة
 
إنْ نعلا وإنْ جَبلا ؟
 
مَنْ أجزلَ الحطبَ الدامي ولا حطبٌ ؟
 
منْ أبهمَ اللغة العليا وما اعتدلَ ؟
 
مَنْ أوهمَ اللغوَ أنَّ اللغوَ ما سألَ المعنى
 
وما سالَ معْنىً دونَ كوثره
 
قامَ الخليُّ على آثاره أملا ؟
 
مَنْ أرهمَ الحرفَ نورًا
 
واستحمَّ به ليلهمَ الحرفَ أنىَّ كانَه بللا ؟
 
ومَنْ تكلمَ بي،
 
يا صاحبي، ونما إلى المسافةِ خطوًا
 
نادفا رُسلا، من الحكايةِ تندى، نازفا سُبلا ؟
 
أتلكَ خارطة مشدوهة سُبلا أمْ ذاكَ بابٌ أنا منه ذؤابته
 
ولي كتابُ الليالي ناسبٌ طللا ؟
 
ولي خطابُ الدوالي ما عصرْتُ لها،
 
منْ كرْمةِ الآل، عمْرًا ينتشي ثملا.
 
ولي سَرابُ الأمالي وما أعْتدتُ سارية ولا بذلتُ الذي،
 
مِنْ جَرْسِه، بذلَ ولا
 
سألتُ عن الأقراط. مارية هناكَ ..
 
والألق الوسْنان ماسألَ عن الحديقةِ
 
كيفَ الرحلة ابتدأتْ إلى الحديقة ِ..
 
كيفَ الراحلُ احتفلَ بالشاخصاتِ إليهِ مِنْ مشاتِلها
 
كيفَ الأريُّ بنار الجذبَة اشتعلَ
 
كيفَ الحَريُّ بماء الوردِ عابثه محْوًا بمحْو
 
وكيفَ الناهلُ ابتهل َ..
 
وما تناهىَ اشتباك الماء والعبثِ الغافي
 
على عبثٍ يستعذِبُ الغزلَ.
 
ولي انطرابُ المجالي الجامحاتِ صدىً
 
إذا الأغاني تضمُّ الذاتَ والجذلَ
 
وتضرمُ البددَ السَّاهِي مُعلقة
 
كأنما الجسرُ ما دانى ولا انتقلَ
 
وللرُّصافةِ إبهامٌ ومُختتمٌ
 
فيا عيونَ المَها: مَنْ أرسَلَ العذلَ ؟
 
إذا الأغاني تضمُّ الذاتَ والجذلَ
 
وتضرمُ البددَ السَّاهِي مُعلقة
 
كأنما الجسرُ ما دانى ولا انتقلَ
 
وللرُّصافةِ إبهامٌ ومُختتمٌ
 
فيا عيونَ المَها: مَنْ أرسَلَ العذلَ ؟
© 2024 - موقع الشعر