مرثية لغياب خاص - محمود محمد الشلبي

فجأة، أيهذا الصديق
 
يملأ الحزن أحشاءنا
 
والأماني تضيق.
 
والذي كان ما بيننا...
 
يختفي...ينطفي في ظلام الطريق.
 
هكذا... فجأة...
 
يسقط النسر في حلمه،
 
ناثراً ريشه في الفضاء الطليق.
 
فجأة...أيهذا الصديق.
 
فجأة...أيهذا البريق.
 
تغلق الباب في وجهنا...
 
والمنية تهديك للقبر، هذا الدم الآن لا يستفيق.
 
***
 
كنت تأتي إلينا..
 
على وجهك الصبح يضحك...
 
والأفق يقبس من ناظريك البروق.
 
طيباً مثل ماء الينابيع، يصفو لك القلب...
 
تدخلنا كالنسيم الرقيق.
 
و "المشاريع" ترسمها كلما جئتنا...
 
مرة طيَّ أحلامك الواسعات.
 
مرة في الحديث الأنيق.
 
كيف تمضي وحيداً؟؟!
 
وتترك كل المحبين ينتظرون الرسائل؟!!
 
هل صدها النهر؟!!
 
أم ردها القفر؟!!
 
أم أنها يا صديق.
 
كلمة... تختفي في سؤال عميق؟!!
 
***
 
فجأة يا سليل البراءة والصدق،
 
يا وعدنا في الزمان البخيل.
 
فجأة قد دعتك "الخليل".
 
جئتني باسماً كالندى..
 
حالماً في المساء النحيل.
 
قلت: يا صاحبي، إنني راحل...
 
هذه فرصتي للرحيل.
 
لم تكن خائفاً...
 
كنت تركض كالنهر للبحر صوب الأصيل.
 
كنت تشرب كوباً من الشاي.
 
تضحك... تنهض...تسرع نحو الوظيفة،
 
في راحتيك النخيل،
 
كان ضوء "الشهادة" يسطع في الجامعات،
 
ويرتد للصدر ...
 
حتى دعتك الخيول.
 
لم تشأ أن تقول:
 
إن لي موعداً لن يطول.
 
كان حلمك...
 
أغنية للحقول.
 
صار قوساً من الدمع...
 
يقطر من بيتك القروي الجميل.
 
***
 
أيهذا الوفي،
 
الأبيَّ
 
الذي رفَّ كالمستحيل.
 
ما حسبتك تمضي سريعاً...
 
سقتك الغوادي...
 
فنم هانئاً...
 
وانبعث في الصهيل.

مناسبة القصيدة

\"إلى روح الصديق الوفي الدكتور أحمد فاعور- عضو رابطة الكتاب الأردنيين – الذي فاجأنا بغيابه الأبدي، وهو يؤدي واجبه الوطني محاضراً في جامعة الخليل بفلسطين.\"
© 2024 - موقع الشعر