فرار ثان - محمود محمد الشلبي

التي أشعلت من دمي
 
شمعدان المحبة ،
 
سيدة لا تجيد الحوار
 
علمتني نشيد التأمل ،
 
والخوض في موجها ...
 
والفرار .
 
آنستني بشى ،
 
من الورد ... والحنطة المجتتاة ...
 
من الحقل غب النهار .
 
هي في شهقة الماء ،
 
بين " المروج " ...
 
وفي هسهسات الظلام ،
 
إذا مارماني ...
 
وحيداً .. بعيد المزار .
 
أغرد في أيكها طائراً ،
 
ليس مني هو للآن ،
 
لكنه كان يوماً أنا ..
 
ثم طار ...
 
يا صبايا القرى ...
 
يا احتلام الربى ...
 
يا طفولتنا المستفيضة ،
 
بين حنايا البيوت ،
 
ورجع الأغاني ،
 
التي أزهرت في ثياب الغرام .
 
ها هو الولد المصطفى ،
 
من حليب الأمومة ،
 
يشتار من ورد سيرته ،
 
بلسماً للنساء الجميلات
 
حتى يحل الوثام .
 
يا نساء التفرد ،
 
في المعجمات ،
 
وفي لغة الشعر والشعراء ،
 
الذين على صوتهم ...
 
تستفيق اللغات .
 
أنني ( مخطر ) في حدائق ( رضوان )
 
والوجد يشعلني ...
 
والهيام ...!!
 
أنه الشيب في رأسنا ...
 
ناقل لغبار المحبة ، والطلع ،
 
معد...
 
فلا تقترب من بصيلاته ...
 
واعتراف أنه ..
 
شرفة للفضاء الجميل ،
 
وغيمة هذا الوحام !!
 
كنت يا صاحبي ...
 
أن تماثلت للصحو
 
والأمنيات العذاب .
 
كنت أرمي شرايين قلبي ... إليها ...
 
واسلك درب الزحام .
 
وأنت تدرج – أذكر – أمنيتي ...
 
طائفاً خلف سرب الحمام .
 
الهوى واحد ...
 
والمحبون كثر ..
 
ونسغك حبر الكتابة ...
 
من أول السطر حتى الختام .
 
فررت بحلمك ..
 
أو لم تفر ..!!
 
سيأسرك النبع .. يا صاحبي ...
 
في قرار العيون ...
 
ولن تستطيع الكلام !!
© 2024 - موقع الشعر