دمي وملحقاته - محمود محمد الشلبي

أفتش عن غيمة ...
 
في دمي ...
 
كنت ضيعتها في السراب
 
لقد كنت أودعتها
 
بعض حتفي ...
 
لأدخل قلب الحياة ...
 
على صحوها المستجاب ...
 
أفتش عن نغمة ...
 
في دمي ...
 
كنت ألفتها ذات يوم ..
 
على شرفة عانقتني ...
 
وحيداً .. قبيل الإياب
 
أفتش عن زهرة ...
 
في دمي ...
 
كنت شكلتها بالقوافي ...
 
ولونتها بالعذاب .
 
أفتش عن صورة ...
 
كنت أخرجتها ...
 
من إهاب الطفولة ..
 
والعمر غض ...
 
وحلمي خضاب .
 
أفتش عن وجه قريتنا
 
في أغاني الصبايا ...
 
إلى النهر ...
 
في أي بيارة ...
 
خبأت سرنا ...
 
فانتبهنا إلى ظلنا ..
 
في الغياب .
 
يساورني في الصباح
 
دمي ...
 
مثل طفل
 
تشاغل بالعشب ...
 
في كومة من تراب ..
 
أسائل عن صدفة ...
 
سوف تلقى علي
 
أفي ثوب أمي المطرز
 
بالورد والنار ؟!
 
أم في مدى حزنها ،
 
حين تصغي إلي ؟!
 
أفي موجة من غبار الطريق ،
 
بقلب نهار من التعب المر ،
 
أم في لظى دمعة ،
 
هطلت في يدي ؟!
 
يساورني طيف أمي ...
 
غناء بعيد ...
 
نداء خفي ..
 
فيجري دمي ...
 
في صخور المحبة ...
 
حبراً .. !!
 
ولكنه يا صديقي غريب علي !!
© 2024 - موقع الشعر