تفعيلة(من دَمِي)

لـ أحمد بن محمد حنّان، ، في العتب والفراق، آخر تحديث

تفعيلة(من دَمِي) - أحمد بن محمد حنّان

إن كُنتِ جَاهِلَةً بَأَعرَافِ الدُّنَا،
فَتَعَلَّمِي كَيفَ النَّجاةُ إِذِ
الأماني فِي المُحِيطِ أَوِ الفَلَكْ،
فَهَي المَشَانِقُ لِلْحَيَاةِ وَمَوتُهَا،
وَتَرَيَّثِي لأذِيبَ ثَلْجَ الرَّاسِيَاتِ
جَدَاولاً لِشِفَاهِنا،
وَأُصَنَّعَ الغَيمَ الكَثَيفَ
وَسَائِداً وَأسِرَّةً،
وَالرِّيحُ أَعسِفُهَا لنا،
لِتكُونَ مَابَينَ الكُفُوفِ رَهِينَةً،
والبَرقُ أُطفِئُهُ لنا،
لَيكُونَ مِنْهُ الصَّولَجَانَ وَمُلْكَنَا،
سُلطَانُنُا سَوطُ المَلَكْ؛
 
فَلْتَسْلُكِي سُبَلَ الدَّوَاةِ
وَحَرِّرِيهَا مِنْ دَمِي،
وَدَعِي حَنِينَكِ جَانِباً،
فَفُؤادُ من يهواك ظُلماً
قَدْ هَلَكْ،
وَتَرَقَّصِي دُونَ الغُرُورِ
وَفَوقَ ذُلٍ كالأفَاعِي زَحفُهُ،
لَمْ أَسْتَطِعْ جَعْلَ السَّعَادَةَ بَينَنَا،
فَأَقَلُّهَا سَأكسَّرُ الكَأسَ اللعينَ وَمَا حَوى
مِنْ دَمْعَةٍ،
وَسَأَبذُرُ القَوسَ المُلَوَّنَ فِي
الخُدودِ بِهَا شُمُوسًا لِلْوَرى؛
مَاذَنبُ قَلْبَينَا وَحُبٍّ
قَدْ جَرى!
أَنَدُسُّهُ بَينَ الثَّرى!
سَأدُسُّه ُمَابَينَهُ حَتَّى
يُوَارِيهِ الحَلَكْ.
 
27/12/2021
© 2024 - موقع الشعر