قصيدتان 2 - محمود محمد الشلبي

(1)
 
ناي القصب
 
أمر سريعاً ...
 
وارمي على ساحة الدار
 
عند الهجيرة ظلي .
 
وأسعى إلى قصب نابت
 
في مياه ( الشريعة1 ) ،
 
أصغي إلى نايه ...
 
في صميم التجلي ..
 
غائباً كنت ..
 
والرياح التي علمتني الهبوب
 
إلى النهر ...
 
كانت على خده عشبة
 
أودعت سرها
 
في العشية لي .
 
مذ مضى زمن ...
 
حافل بالمسرات ،
 
لم يتعظ أحد من غناء الطيور ،
 
ولم تختزن في ( خوابي2 ) البيوت
 
مياه لأجلي .
 
يا رماد المكان ،
 
الذي ثار متشحاً بالدخان ...
 
أعدني إلى أي ليل .
 
أعدني إلى حضن بيارة ،
 
غازلت في النهارات عمالها ...
 
بين شمس .. وطل .
 
يا فؤادي الجريح ،
 
استعر من هوى الأمس ..
 
منطقك العذب ..
 
وانشر ظلال الأحاديث ،
 
صارية للرجوع ...
 
وحط على شرفة النهر
 
قلبي ...
 
 
 
- 2-
 
نداء الماضي
 
ندائي باتجاهك
 
خلخل الماضي ،
 
على سيف السرلب ،
 
وعاد منتظراً .
 
ومد لي المسافة ،
 
كي أسافر في نواحي العمر
 
منفرداً ... بلا ذكرى
 
كأن اليوم في غده ...
 
تلاشى ...
 
في ضباب البعد ...
 
منتحراً ..
 
وكان الطل منديل الفؤاد ،
 
ووردة الدم كنت ...
 
إذ تأتين عاشقة ...
 
وحيرى ...
 
بلا صوت ...
 
سوى مارف من ورد الحديث ...
 
على خواطرنا ...
 
فهلت بنت أعيننا
 
على الأخرى
 
هنا تتشابك الأيام :
 
يوم موسمي ظل ممتلئاً برغبتنا
 
ويوم يستميح تساؤلي عذراً
 
على شوق حبيس ،
 
رحت متلمساً طريقي ... نحو فاتحة القصيدة
 
لم أطق صبراً .
© 2024 - موقع الشعر