قصيدتان - محمود محمد الشلبي

(1)
 
(رماد الأيام المحترقة )
 
 
 
في زمان البين يبكي شجر الغابة ,
 
صوت الطير والريح ,
 
تغطي قمر الليل مناديل الحداد .
 
تسقط الأثمار قبل الموسم المأمول ,
 
تمتد البساتين بلا ظل ,
 
ويستغني عن اللون المداد .
 
تبحث الأشياء عن أشيائها ,
 
والعيون المات فيها الدمع ,
 
يطفيها الرماد .
 
في زمان الوصل في آذار ,
 
كانت سنة الميلاد ,
 
أهدينا الى العشاق حرفاً .. وحمامة .
 
واخترقنا حاجز الصوت ,
 
توهجنا ... أشتعلنا ...
 
كان ميلادك عيداً ...
 
وأنا كنت العلامة .
 
حين تنأى مدن الغربة عني ...
 
ويسد الرمل كل الطرقات ...
 
يسقط النخل بلا صوت ,
 
يكف الموج عن غسل الشواطي الباكيات .
 
يصرخ البحر :
 
هنا العشب بلا حلم ,
 
وهذا السمك البحري مات .
 
 
 
( لماذا أفترقنا ؟ )
 
 
 
حزيناً أسافر في غابة الحلم وحدي .
 
وأشعل عشرين شمعة حب ,
 
أضيء بها ظلمة الدرب وحدي .
 
فينطفئ الشمع .
 
يشتعل القلب ,
 
امضي مع العيد وحدي .
 
وأسترجع الآن ,
 
كل التفاصيل ,
 
كل المناديل ,
 
كل الثواني التي لا تعود .
 
فيغرقني الصمت والليل ,
 
تنأى المسافات ,
 
تمتد بيني وبينك هذي الحدود .
 
وتسأل عنك الشوارع ,
 
تسأل عنك اليدان .
 
فيقسو علينا المكان
 
ويقسو الزمان .
 
لماذا افترقنا ؟!
 
أيمكن للنهر ان ينكر النبع ؟
 
والصدر ان يهجر الضلع ؟
 
والعين ان تحسر الدمع ؟
 
كيف افترقنا ؟!
 
وهذي عروقي تحن الى دمها المستباح .
 
ووجدي يسافر في وهج شمس الجزيرة ,
 
كل صباح .
 
وحلمي الذي أخضر فيك ,
 
يعود إليك ,
 
وقد صوحته الرياح
 
لماذا أفترقنا ؟!
 
وصوتي يناديك ملء المدى ...
 
أيا نخلة القفر ,
 
يا ظيبة القفر ,
 
قلبي تجرد من نبضه الحي ,
 
كوني لقلبي الوجيب ,
 
وكوني لصوتي الصدى
© 2024 - موقع الشعر