في مقام الصدى - محمود محمد الشلبي

(1)
 
أول ما ارتقى من دمي
 
وردة ... وكتاب .
 
والسماء التي حملت لهجتي ...
 
غابة من سحاب .
 
ممعن في مداي الذي لا يبين .
 
أنتقي للفؤاد مسراته
 
بين وهج الطريق ..
 
وشدو السنين .
 
وأواري بغيمة أحلامنا
 
سوءة العمر ...
 
كي أحتفي بالذي ألتقي
 
أول الأمر
 
أمنحه طاقتي ...
 
وهواي ...
 
وأحسبه في رؤاي ..
 
سورة للحنين .
 
 
 
(2)
 
للتي نفضت يدها من دمي
 
صورة في القديم.
 
أمنع الآن أحرفها ..
 
ثم اصرفها ...
 
ليتها تعرف (المنع ) و ( الصرف )
 
أو ليتها تدخل اليوم
 
بيت ( النداء ) الرخيم ....!!
 
 
 
(3)
 
سافرت في دمي ....
 
مرة أنقذتني من الماء
 
قبل الغرق .
 
قالت : البحر رهو ... وزهو
 
وأنت على شعلة الموج ..
 
طير الألق .
 
فلا تنتقص من وعودي ...
 
ولا تقتنص ميس عودي ..
 
فللقلب مضربه ..
 
حين يشعل جمر التداني
 
ببيارة في دروب الغسق .
 
صحت ملء دمي ..
 
يا حمامة هذي الظلال
 
عليك السلام ..
 
ومنك الكلام ..
 
أنا ذاهب في رواء الأصيل ..
 
ببعضي القليل ....
 
وفي بسمة الأعين النجل ...
 
لا تحتمي في الهديل ...
 
ولا تقطعي حبل أرجوحتي ..
 
في زوايا الضمير ...
 
بل انسكبي في دموع الشفق .
 
 
 
(4)
 
هل يدوم الحديث الشهي
 
بغير تفاصيلها في دمي ؟ !
 
رن في هاتف القلب مقدمها ...
 
فاستفاق الربيع على رسمها ...
 
وانحنت أضلعي في حروف اسمها ،
 
للتفاصيل قلب تعلقه
 
الذكريات على ورق الحور ...
 
والطلح ...
 
بين انتظار القرى ..
 
حين مرت ....
 
تراءت بمستنبت الغور
 
نخلة صيف ...
 
وباتت تهدهد طيف اللقاء ..
 
بجفن الكرى ..
 
تقاسمني الوعد والعهد ..
 
هذا الهوى
 
كان أسرع من خاطري ..
 
حين ألحق بالنجم ريش الثرى ..
 
 
 
 
 
(5)
 
شارع الأمس ...
 
أسلم أسراره للمدى .
 
شجرة ماثل عند حد التأمل ..
 
يلقي بآخر قافية للندى .
 
مرّ صيف ... وثلج ...
 
وموسم عشق بدا .
 
ولم تأت (سيدة الغور )..
 
حاملة حلمها موعداً ...
 
مر عام .... وعام ....
 
ومازال شارعنا مفرداً
 
واللقاء الذي اخضر يوماً ...
 
سراباً غدا..
 
الوحيد الذي ظل يذكرنا
 
نغم حائر في مقام الصدى ... !!
© 2024 - موقع الشعر