قصائد مقدسة - محمود محمد الشلبي

(1)
 
حبر الشهيد
 
 
 
من دم القدس،
 
حبر الشهيد
 
ووردته اليانعة .
 
قبو في فضاء الصهيل ،
 
تحاور تاريخها ،
 
تحت أقمارها الطالعة .
 
لابتهالاتها يسجد القلب ،
 
والشجر المستريح على صدرها ،
 
لا يغادر أحلامها الواسعة .
 
للشهادة أسفارها ....
 
فاذكر الأمس ...
 
في صفحة اليوم
 
وأقرأ على سمع أمتنا
 
سورة القارعة .
 
* * *
 
لن تموت الجذور العتيقة
 
في التربة الخالدة .
 
لن يجف الندى
 
في رموش الصباح ،
 
ولن تنحني ،
 
قامة ماجدة .
 
أنه المطر المقدسي ،
 
إذا هل ....
 
أزهر صخر الجبال ،
 
وطارت حمائمه ،
 
صاعدة .
 
مخطئ من يظن المنازل ،
 
صامتة ،
 
أو يخال الصخور على أرضنا ....
 
جامدة .
 
5/5/1992
 
 
 
(2)
 
نبض
 
 
 
مهما طال بكاء القدس .
 
وامتد الزمن الدامي ،
 
بين الحاضر والأمس .
 
مهما طال حنين الزيتون ،
 
لموسم غرس ،
 
وتصدع
 
من وجع الوطن الرأس .
 
ستطل الشمس .
 
من قلب شهيد يومي
 
يتوضأ بالفجر ،
 
ويشعل مصباح العرس .
 
* * *
 
أمنية يقظى
 
وزنابقها من دم .
 
تغلب نبض القلب ،
 
وتولد من اجمل حلم .
 
مدت يدها لغيوم فلسطين ،
 
فهلّ الوسم .
 
مطر عربي الإيقاع ،
 
شهي العزم .
 
يسقي الأرض العطشى
 
ويطهرها
 
من عار الغربة والظلم .
 
 
 
(3)
 
بوح
 
 
 
في القدس يغني طير
 
مجروح القلب ،
 
بلا غصن .
 
فوق قباب ما فرحت يوماً ...
 
إلا لشهيد دمه المزن .
 
في القدس تفر الكلمات ،
 
إلى أعلى من مئذنة الروح ،
 
لتدخل محراب الأمن .
 
أفق مهدى لوشاح فتاة ...
 
شدت خاصرة اليوم به .
 
ليكون الطعن .
 
قال الجندي المذعور :
 
- إلى أين ؟!
 
هذي الطرقات
 
سبيل المتنازل عن دمه ....
 
من يسلكه ... من ؟!
 
لكن فتاة القدس مضت ...
 
في يدها قنديل
 
وعلى شفتيها لحن .
© 2024 - موقع الشعر