أشجار لكل الفصول - محمود محمد الشلبي

( 1)
 
بيني وبينك أشجار تفيض دماً .
 
حلم ينوس ,
 
حراب .
 
تمتلي شفقاَ .
 
حمامة في نزيف العشب مسكنها .
 
قد علقت ثوبها ,
 
في الحقل ,
 
فأحترقا .
 
غيم ترجل في بيروت فانطفأت .
 
غزالة البحر ,
 
فاضت ,
 
جثة ألَقا .
 
والأرض قافلة خضراء يحملها .
 
دم الشهيد ,
 
وسِفرٌ ,
 
في السما علقا .
 
هذي فلسطين بستان وأضرحة .
 
ندى يطير ,
 
وصوت في الندى ,
 
غرقا .
 
راهنت .... أنك نار في قصائدنا .
 
وجثة عذبة ...
 
مفتاحها سُرقا.
 
 
 
(2)
 
طاعن في العذاب .
 
ممعن في التعب .
 
مورق في الضباب .
 
غارق في الصخب .
 
ماثلٌ في الخراب .
 
بانتظار العرب .
 
 
 
(3)
 
تأتين من جرح القصيدة ,
 
من سوار الريح ,
 
من نبض المحبة ,
 
والمسافة ,
 
من عروق الليل ,
 
يشتعل الندى .
 
تعدين يخضل الصدى .
 
تبكين من صدإِ ....
 
فيفجؤني الردى ...
 
وأمد أفراساً ,
 
إلى نجم هوى.
 
فيهزني فقري ..
 
ويحترق المدى .
 
والنخل يحمل عذقه الذاوي ,
 
يسافر ...
 
في تباريح الصبا .
 
فتصدني ريح ,
 
مزودة بدمع الشمس ,
 
رمل حادثته خفاف راحلة,
 
مهاة يمتطيها الجند
 
في " سقط اللوى " .
 
سيف على باب النهار .. نبا .
 
فأجي ...
 
تحملني إليك ضفاف ذاكرة ....
 
أسرح غيمة في القلب ,
 
أرقا جرحاً أنسكبا.
 
 
 
(4)
 
أفتني سرك الآن ,
 
أمشي على رجفة الماء ,
 
طفلا عديم المسرة .
 
أرتدي وجعاً في الضلوع ,
 
التي طوحتني بعيداً ...
 
وأهديك كوكبة , من طيور المبره .
 
ليس لي خاطر
 
في التماس السكون المعرى ..
 
خاطري في السماء ...
 
التي بللتها ...
 
دماء المجرة .
 
أنتمي لاسمك الآن , سيدتي ,
 
للتراب .
 
للعصافير تبحث عن حلمها العربي ,
 
المهدد بالقتل ,
 
ما بين دجلة والنيل ,
 
للوقت يشعله الحزن ,
 
للخيل مسرجة في دماها ,
 
للبحر نامت على شاطئيه المدائن ,
 
مسكونة بالغياب .
 
فأمددي للنهار الذي لا يجيء ,
 
أشغال السحاب .
 
وأقرأي ...
 
في دماء الأغاني .
 
على شرفات المساء ,
 
الجواب .
© 2024 - موقع الشعر