مرثية لعبد الرحيم محمود - محمود محمد الشلبي

ينفض الفجر أردية الموت ،
 
والصمت ،
 
والحلم المستحيل .
 
تنفض الريح أكفانك المترعات ،
 
بنزف الدماء ،
 
ورجع الصهيل .
 
ينفض الألق الساحلي ،
 
غبار المعارك عنك ،
 
فتمضي إلى ساحة الليل ،
 
أو / صهوة الخيل ،
 
تشرب كأسا تحدر من/ غيمة
 
في سماء الجليل .
 
 
 
 
 
آه يا أيها البطل – الوعد ،
 
والكلمة – الرعد ،
 
والسفر – المد ،
 
والجسد المنتهي ..
 
في الفضاء الجميل .
 
أستفق زمنا ...
 
وأحتضن وطنا ...
 
واحمل الآن ، بارودة الموت ،
 
والروح في / راحة يشتهيها الردى .
 
أستفق زمنا ...
 
وأحتضن وطنا ....
 
***
 
وأجعل الشعر هذا الدم .
 
الساطع اللون ،
 
يشعل حب الندى .
 
أستفق زمنا ..
 
وأحتضن وطنا ...
 
فالمدارات أحرقها الروم بالقمع ،
 
والوطن الحلو
 
أغلق بالدمع ،
 
أو / سيق للبيع سكرة المنتدى .
 
***
 
آه عبد الرحيم أستفق زمنا ..
 
وأحتضن وطنا ..
 
وأزرع الأرض بالشوق ،
 
والأرجوان .
 
وأفلح السهل بالحبق المخملي ،
 
" بجسم تجدل في الصحصحان "
 
ليت هذا الزمان ... المكان ...
 
يدرك الآن ،
 
أنك شجرت أرضك ..
 
بالشعر ،
 
بالنار ،
 
بالأقحوان .
 
هذه الأرض تعرف طعم الشجر .
 
والينابيع تحفظ أنشودة ،
 
أطلقتها البنات .
 
بفصل المطر .
 
والتواريخ تعرف أن الجبال ،
 
التي قبلتها الغيوم ،
 
تخبي بقلب الصخور الشرر .
 
***
 
آه عبد الرحيم ، أستفق .
 
وأرسم الدرب خارطة ،
 
من دم الخاصرة ،
 
واترك الحلم للذاكرة .
 
واترك البحر يشرب ،
 
نافورة من دماء الرجال .
 
واترك العرس للناصرة .
© 2024 - موقع الشعر