أشياء عن وطن المحبة والموت ؟ - محمود محمد الشلبي

أضرب على صدر الزمان ،
 
يئن في الصدر الوطن .
 
وامسح عن العين الضباب ،
 
يلح على العين الوطن .
 
واهتف على قبر الشهيد ،
 
يجبك في القبر الوطن .
 
هذا الوطن .. هذا الوطن .. هذا الوطن .
 
يغدو كأبعد ما يكون .
 
ويعود أقرب ما يكون .
 
الآن ندرك أن شكل الأرض ،
 
تابوت .. ومقبرة .. وشاهد ،
 
والآن ندرك أن هذا العمر ،
 
مركبة وبحر من دم ،
 
والذل قائد .
 
والآن نخرج من لحاء الأرض ،
 
ندخل في لحاء الأرض ،
 
شلالا ...وقارب .
 
والآن ثم الآن نزرع في جدار
 
العمر شباكاً ،
 
وزنبقة .. وجندياً يحارب .
 
هم جردوك من الرحيق ،
 
من الشهيق ، من السنابل ،
 
والمحافل ، والصدى .
 
وهم المقابر .. والمجازر ،
 
والحرائق .. والمشانق ،
 
والردى .
 
وهم الألى خنقوا بحنجرة المغني صوته .
 
والصوت يحمله الصدى .
 
والصوت يحمله الصدى .
 
***
 
آه من الزمن الذي يئد المغني ،
 
والشهيدا .
 
 
 
ويحول بين دم يفرخ سوسنا ،
 
وأجنة ،
 
ودم يحور مواطنا ،
 
ومحبة .. ويهل عيداً .
 
 
 
يا أنت ، يا وطن المسرة .. والمجرة ،
 
 
 
والبنادق ، والبيارق ،
 
والمحافل .. والقوافل .
 
 
 
يا سيدي ، ....
 
 
 
أنبيك أن عظام قتلانا
 
إذا نبشت تثور ...
 
وأن يحرقها العدا ...
 
قامت لأعيننا مكاحل .
 
 
 
يا سيدي ،....
 
 
 
هذا زمانك يستوي الضدان فيه ،
 
كما الشهيد مع الشريد .
 
وكما الحرارة والبرودة ،
 
والنضارة واليباس .
 
 
 
هذا الوطن .. هذا الوطن ... هذا الوطن .
 
 
 
يغدو كأبعد ما يكون .
 
ويعود أقرب ما يكون .
 
 
 
تتلون الأشياء ..
 
 
 
هم في ألطف مجزرة ،
 
ومشنقة ... وليلاً .
 
 
 
وتسافرين على الرموش ،
 
 
 
خميلة .. وندى .. وخيلاَ .
 
***
 
تتلون الأشياء يا كبدي .
 
فهم في ساعديك قد استحالوا ...
 
جمرة ..وأسى ،
 
وويلا .
 
 
 
وتوزعين هنا بعب الليل ،
 
 
 
أرغفة .. وأردية ،
 
وأحداقاٌ .. وسيلاً ..
 
 
 
تتلون الأشياء يا وطني ،
 
 
 
تتلون الأشياء ،
 
وأنت هنا دماء لا تطل .
 
تتلون الأشياء ...
 
وأنت الطير ...
 
أنت الطير ...
 
يأتينا ...
 
إذا أختلف المحل .
© 2024 - موقع الشعر