للبحر ذاكرة .. والصوت للقتيل - محمود محمد الشلبي

للساقطين على الثرى وهج ،
 
وللأيدي ملامح في النهار .
 
للدم رائحة ..
 
وللطين المتسلح بالرصاص وبالمدى
 
غضب ..ونار .
 
والراحلون ... الراحلون .... الراحلون .
 
يتناثرون من المخيم ،
 
يحملون على الأكف قلوبهم ..
 
ويهاجرون .
 
والزعتر البري شاخ تناثرت أضغاثه
 
فوق الوجوه ، على الحراب ،
 
على السفوح ، على السواعد،
 
في اختلافات المدار .
 
 
 
هذي الجماجم .. والدماء ... وجثة أخرى
 
ووجه للصغار .
 
محمولة في هودج الترحال ،
 
يسكنها مع الموت انتظار .
 
هذي المدينة أنكرت تاريخها ،
 
نقشت على تابوتها المحمول ،
 
خارطة .. ومقصلة ... وآية .
 
والبحر نعش تستحم خواطر الأحباب
 
في أحشائه حتى النهاية .
 
لمن المدائن والقرى باعت أغانيها ،
 
وقصت من ضفائرها جديلة ؟!
 
لمن الفراشات الملونة الجميلة ،
 
خلفت بستانها .. وتشردت .
 
والأرض باعت نسلها .. وتجردت .
 
والموطن العربي صاح
 
فأترعت بدمائه بئر القبيلة .
 
 
 
يا أيها الوطن الكبير ،
 
وأيها الوطن الصغير .
 
بيروت في المنفى ... ويافا في الضمير .
 
والنخل ودع ظله ،
 
والرمل كف عن الوشاوش ،
 
والحمائم لا تطير .
 
يا أيها الوطن المدثر بالجراح وبالجريمة .
 
بيروت في المنفى ...
 
وعاهات المدائن مستديمة .
 
 
 
" فالمجد للأطفال والزيتون "
 
" والمجد للأطفال والزيتون "
 
والمجد يا وطن المشانق ..
 
للشهيد .. وللبنادق .
 
 
 
يا أيها الوطن المشرد ، والمعذب
 
والقتيل .
 
بيروت في المنفى … وعصفور يموت
 
على الجليل .
 
والصوت .. والأحلام .. والدم ..
 
والخناجر في الخليل .
 
يا أيها الوطن المشرد .. والمعذب ..
 
والقتيل
 
يا وجهنا المسكون بالحناء ،
 
واللحم الممزق ..
 
والخرائط …. والقتيل .
 
 
 
للبحر ذاكرة …
 
للنهر ذاكرة …
 
للمد ذاكرة …
 
" لتل الزعتر " المهجور ذاكرة .
 
وصوت للقتيل .
© 2024 - موقع الشعر