نعي صدام حسين - ماجد المجالي

بصائراً كان ، والباقون محضُ عمى
نجا من العيش بين الميتين دُمى
جلالُ هيبتهِ في حُسن طلعتهِ
يكفي الملايينَ إجلالاً لو إنقسمَ
مشى إلى الحبل مزهوا بهيبته
تلك التي أرهقت أعداءه شممَ
ماكان يبصرهم حبلاُ وشرذمةً
إذ كان يبصر نور الله والنُدَمَ
ماذا عليه من الدنيا وماحملت ؟
خلا لعبادها الأحقاد والنَدمَ
ذو الحجة الحج في عيد الفداءِ فدا
عشر الليالِ بعاشورائها ظُلمَ
تخففت روحه مما يُكبلها
لبيك لبيك نادت قلبه فسما
تسلح الصبرَ سيفا بادرا أَلِقَا
تقعم الموت سيلا جارفا عرمَ
للفجر مرتيدا بالصدق متزرا
بالعيد مبتهجاً بالعز محتشما
للحق منتمياً ، بالحق مقتدياُ
بالخصم مستهترا، بالله معتصما
فكان أبهى فداءٍ وانتصار دمٍ
على السيوف التي في كف من ظَلمَ
لا ليس مستغرباً إقدام صاحبنا
لأن صاحبنا منذ انتمى عزمَ
على الفداء واقتحام العاديات وما
خان المواثيق خوارا بل إلتزما
وكان أعزمَ عزمً عندما عزمَ
وكان أحزم حزمٍ حينما حزمَ
لقد مَحَا الجهلَ وازدان العراق به
وللفُراتَين كان السيفَ والقلمَ
يُعلمُ الناس ، يبني مجد أمتهِ
ويَعرفُ الداء والترياقَ والألمَ
مضى على الدرب مملوءًا بعزته
أبو العزائم صان العهد والقسمَ
فكان خير شهيدٍ شاهدٍ بدمٍ
قال الحقائق ما أخفى وما كتمَ
مامن تقيةِ إخفاء ولا خورٍ
بل اكتمال به مع ذاته إنّجمَ
أحيا لنا النهج إقداما وتضحيةٍ
من بعد ما قيل ضاع النهج وانصرمَ
هذا إبنُ فاطمةَ الزهراءِ ، لا جيفٌ
وجودها طامحٌ أن يبلغ العدمَ
كسرى يفتش عن تاراتِ من سلفوا
ليكسبَ الخصم مع أعدائه إختصمَ
كانوا يكيلون للخصم السِبَابَ وقد
أتى إليهم فطافوا حوله صنما
صدام أعطى وأعلى فرحنا ومضى
فهل نطيع به حكامنا الرِّممَ ؟
باعوا موَاطِننا باسم الرسول وما
رعوا لأحمدَ لا ديناً ولا رحمَ
كانت لهم قممٌ ، ضعنا بها زمنا
وضيعوا اليوم حتى الشجب والقِممَ
"متى ستهتز للمسرى شواربكم ؟"
فَحلَّقُوها وكان الصمتُ والصمم َ
هم داءنا هم ، وهم أسرار نكبتنا
والهادمون همُ إن بيتنا هدمَ
والهازمون همُ إن جيشنا هزما
والهاضمون همُ إن حقنا هضمَ
ماذا سيحكى عن استحذاء شرذمةٍٍ
علت عروشاً علاها كل من وَهمَ
ذي حفنةٌ رثةٌ عاشت على عفن
من المقاييس ساوى الرأس والقدم
ياحفنةَ البيع والخذلان في وطني
بما ستلقون وجه الحادثات بمَ ؟
هل بالخضوع وباستسلامكم سفهاً؟
فأنبئوا الكونَ عن مستسلمٍ سلمَ !
يا مطمئن الرؤى ، طمأنتنا أبداً
بأن صلب الفدا للحق ما عقمَ
لأنت روح عليٍ ، نزفهُ ، دمه ُ
فجرحُ غرته للآن ما التأمَ
ياقِدرنا أنت ، يا مقدار أمتنا
يامن وعى قدر أسرار التُقى وحَمى
ياسيد الروح يا صدام أنت بنا
إنا رفعناك في أرواحنا علمَ
فجعفريون ندري سر جعفرنا
على الفدا عاش ما استخذى وما انهزمَ
نَجلاك فينا كَكفي جعفر هَوَتا
لما وطية الوغى في مؤتة احتدمَ
روحاهما فاضتا لما هما بهما
جادا هما أنت إقداما وأنت هما
تقدما عندما حاق العدا بهما
ومصطفى مثل زهر الروض بينهما
فتىً تَشرّب منك المجد منذ أتى
إلى الوجود فزان المجد مقتحمَ
خاضوا مع الخصم والأذناب ملحمةً
فيها الهُدى مع مجاميع العِدا إلتحمَ
ذرية بعضها من بعض دأبت
على العطاء فأعطت روحها كرمَ
ياكربلاءُ أطلي فالبلاءُ له أصلٌ
وفرعٌ ، كم استشرى وكم عَظُمَ
أخَ الحسين شهيدا ظل منتميا
يا أنت يا همة كم ولّدت هممَ
حملت أهلك بالإقرار فاعتصموا
بالله والصدق، والله الذي عصمَ
فيا الحسين،ويا جد الحسين، ويا
أبا الحسينين، يا الحق الذي إصطدمَ
بالباطل الشامل الغازي وكان له
خصما لغير الفدا والضد ما احتكمَ
فعاد عادت من التاريخ ثانية
تُرى أواشنطن دي سي تلك أم إرمَ
ذات العماد التي شادت حضارتها
صرحَ الطواغيت حتى زال وانهزمَ
فكيف نبكيك ؟ لن نوفيك تكرمةً
لو صار دجلة دمعا والفرات دمَ
لن ندمن الحزن قتالاً يفرقنا
بل ندرك الثأر ، نُقصي كف مَن لطمَ
خيلُ العراق التي ربيتها انطلقت
لم تلقي فرسانها بل ألقت اللجمَ
الخيل خيلك ، خيل الله تحملنا
العاديات بنا ضبحا لنقتحمَ
الموريات لهم قدحا يحرقهم
يسوسها فتيةٌ قد بددوا الظُّلمَ
إن المغيرات صُبحاً سار موكبها
وعقدها مثلَ ما نظمته انتظمَ
أنت التحدي الذي خاضته أُمتنا
مع غيرها فتجاوزنا بك الأممَ
بأننا أمةٌ صانت مبادئها
وآثرت ربها والحقَ والقيمَ
وقفتَ أعلى من المستعبدين ومن
عبادهم ترفض الأحكام والحَكَمَ
فحارَ فيك الذي احتُلّت إرادته
أكنت مُتَّهَماً ، أم كنت مُتّهِما ؟
لا ليس موتاً ، ولكن عزةٌ وفدا
وثورةٌ نارها تخفى لتضطرمَ
لا ليس موتاً ولكن فكرةً رسخت
سَمَت لتسكنَ بالأعلى أعزّ حمى
ياثابتَ القلبِ والأيامُ عاصفةٌ
لقد بكى الموتُ لما جئت مبتسما
لقد بكى الموت لما جئت مبتسما لكم بكى الموت لما جئت مبتسما
© 2024 - موقع الشعر