أفتش عن غير وجهي - سليمان جوادي

أفتش عن غير وجهي
 
لألقى الأحبة مبتسما
 
مثلما عهدوني
 
أفتش عن غير ثغري
 
لألقي التحية دون ارتباك
 
أفتش عن غير كفي
 
لأضغط عن كفهم جيدا
 
و لأحضنهم جيدا
 
و لأدخلهم في بقاياي
 
أنشرهم في دمائي
 
أفتش عن رجل
 
غير هذا الذي يسكن الحزن فيه ليسكنني
 
فيسر الأحبة عند لقائي
 
أفتش عنك سليمان
 
يا رجلا ضيعته المدينة
 
و المشكلات الصغيرة و الحب
 
أي و الذي نفس قاتلتي بيديه
 
أضاعك عن جسدي الحب
 
أفسد ما فيك من هوس و جنون
 
و أعدم ما خبأته شفاهك للأخريات
 
أفتش عنك سليمان
 
يا باقة من ضياء تلاشت
 
و يا فرحة في قلوب العذارى تداعت
 
و يا وطنا كان يؤوي الجميع
 
و لكنه حين قيل انتهى
 
لم يعره الجميع التفاتة
 
فما أفظع الناس في عصرنا
 
و أحد الشماتة
 
...
 
سليمان
 
يا رجلا كان يسكنني
 
قبل بضع سنين
 
يصرح أن ليس أدعى إلى الحزن
 
من رجل لا يحب
 
و ها أنت بالحب تشقى
 
و يعلن أن ليس مثل الوفاء
 
سبيلا إلى رغد العيش
 
لكن وفاؤك
 
شخص فيك العذاب و أبقى
 
سليمان
 
قد قيل والعلم لله
 
أنك ترفض عصرك
 
ترفض جيلك
 
ترفض جسمك
 
ترفض أن تفضل العمر ظلا
 
سليمان قيل اختفيت
 
لتظهر أجلى
 
و قيل اختفيت ليصبح شعرك
 
بعد ظهورك أحلى
 
و قيل بأنك تمسك بالسنوات
 
تقيدها
 
كي تظل مدى الدهر طفلا
 
...
 
سليمان
 
بلقيسك الآن راحلة
 
لسليمان آخر
 
كان يمطرها بالقصائد
 
و الأغنيات الجميلة و الورد
 
يمنحها ما تريد
 
من العشق و الانتشاء
 
يعلمها منطق الطير
 
يرفعها فوق ألف بساط
 
و يحملها نحو ألف سماء
 
سليمان
 
بلقيس تبحث عن رجل
 
يملك الخاتم النبوي
 
له الفلك و الريح
 
و الصافنات الجياد مسخرة
 
و له هيبة الأنبياء
 
و صعلكة الشعراء
 
و بلقيس إذ تركت سبأ
 
فلأن سليمان أغلى من الملك
 
و الحب أخلد من عرشها
 
و لأن سليمان
 
يعرف كيف يروض قلب النساء
 
...
 
سليمان
 
يا فرحا قد يجيء
 
و يا شعلة قد تضيء
 
و يا بسمة قد ترف على شفة الأشقياء
 
حنانيك كن شاعرا مثلما كنت
 
كن جذوة ترفض الانطفاء
 
حنانيك كن قدرا
 
و جوادا يغامر ضد الفناء.
© 2024 - موقع الشعر