لأنني أنا ولإنك أكثر من أنثى - علاء أبو عواد

لأنني أنا
 
ولإنك أكثر من أنثى ...
 
 
 
مِنْ أينَ أَبْتَدِأُ الكلامَ
 
وَلَيسَ في الأُفُقِ البَعيدِ
 
سِوى الفُراقْ
 
مِنْ أَينَ أَبْتَدِأُ الكلامَ وَكُلَّمَا
 
أَطلَقتُ صرَخاتِ الهوى
 
يغتالُ صوتي ضعفُهُ
 
وَيَثُورُ فيهِ الإِختناقْ
 
من أينَ ابدؤهُ وَقدْ
 
آثرتُ ما في الصَّمتِ منْ معنىً
 
وإن ضاقَ الخِناقْ
 
ما زِلتُ أرتَشِفُ الأَسى صُبْحاً
 
وأجْعَلُ مِن حنيني الإغْتِباقْ
 
مازالَ جرحي نازفاً
 
ودَمي على صخرِ الهوى
 
ما زِلتُ أبصره يُراقْ
 
والموسِمُ الَّدوريُ للهجراتِ جاءَ
 
وبحرهُ
 
يأبى لِموسى الإنشقاقْ
 
**********
 
يا بحرُ إنِّ مراكِبي احترقتْ
 
يا ليلُ إنَّ كواكبي انطفأتْ
 
يا قلبُ إنَّ مواجعي سكنتْ
 
ونَسَختُ آياتِ الهوى وجَحدتُهَا
 
وَكَفرتُ بالحبِّ القديمِ ودستهُ
 
وَقَطَعتُ ميثَاقاً بأني لَنْ أعودَ لمثلهِ
 
يا قلبُ أين الإتفاقْ
 
أوَلَستَ ذا الطَّبعِ العصيِّ على الهوى
 
أم أنَّ أوراقَ الخريفِ بِغُصنِكَ الورديِّ
 
راودها النَّدى بالاحتراقْ
 
**********
 
يا نورساً
 
من شأنهِ التَّحليقُ دوماً
 
فوقَ أشرعةِ الغمامْ
 
لا يرتضي قفصاً
 
وإن كانَ الحريرُ وِسَادَهُ
 
أو كانتِ الأرضُ الرُّخامْ
 
لا يرتضي قيداً لجنحيهِ
 
ولا
 
يرضى بِها بَدَلاً
 
ولا
 
يرضى بأجنحةِ النعامْ
 
أنتَ الذي اخترتَ الدُّخولَ لِسجنها الأَزليِّ
 
واخترتَ الغوايةَ مذهباً
 
فاستَعذِبِ الأسرَ
 
وَكنْ
 
بالقيدِ مبتهجاً
 
إذا السجانُ كانَ هوَ الحمامْ
 
**********
 
أنا من ترجَّلَ فارِساً
 
في أرضِ مملكة الهوى
 
حتَّى غدوتُ منارةً
 
ضائتْ حنيناً واشتياقْ
 
الآنَ لا نِدٌّ لقلبيَ إنني
 
من حُزتُ معنى الصدقِ في زمنِ النِّفاقْ
 
إنَّ الجناس بكلِّ أهلِ الأرضِ
 
إلا فيَّ
 
لا شيءٌ هناك سوى الطِباقْ
 
وأنا التناقض كلُّهُ
 
لكنْ
 
إذا حَكَمَ الهوى
 
أصبحتُ عينَ الإتفاقْ
 
وأنا الذي أهوى بكُلِّ جوارحي
 
وأنيرُ أشرعتي بضوءٍ خافتٍ
 
يَهْدِي النُّجومَ
 
وليسَ يودِعُ سرَّهُ
 
إلا بصمتٍ صادقٍ
 
فيهِ المعاني جُمِّعَتْ
 
لكنَّ جوهرها وحيدٌ واحدٌ
 
سرٌ ورمزٌ موغلٌ بالسرِّ
 
والنَّاس السياقْ
 
**********
 
يا زهرةَ الصَّبارِ لا تَهِني
 
يا من تُطلُّ بِلونها من بين أشواكِ البلاءْ
 
تنمو وتكبرُ رغمَ أنفِ الرَّافضينَ
 
وَقبلَ أن تؤتي ثمارَ الشَّوكِ
 
يحرقها الضِّياءْ
 
يا شمسَ مملكةِ الهوى
 
هاتي شُعاعكِ وانشري
 
فالرَّابطُ الأبديُّ بين قلوبنا اشتدَّ
 
والطُّهرُ باتَ سريرنا
 
والنَّجمُ ضاءُ
 
يا عشقنا
 
لافرقَ فيك - ولا غرابةَ –
 
بينَ أفئدةِ الرِّجالِ وبينَ أفئدةِ النِّساءْ
 
يا عشقنا
 
يا واحة الاقمار يا دربَ السَّماءْ
 
قُمْ وابعدِ الأرجاسَ عنَّا
 
فالطُّهرُ نحنُ ونحنُ طهرٌ والهوى طهرٌ
 
وقلبي في الهوى نبعُ الصفاءْ
 
حاشا لقلبي أن يُكَدِّرَهُ الزمانُ
 
فهيئي أَرضاً ليسقي زرعَهَا
 
من نبعِ هذا القلبِ ماءْ
 
**********
 
الآن أقتَلِعُ القصيدةَ منْ جذورِ الشكِّ
 
ثُمَّ أبتدأُ الكلامَ وباسمِ من نهوى البدايةُ
 
والنهايةُ
 
في متاهاتِ العيونْ
 
الآنَ تقتَرِبُ الكسورُ اليكَ يا صَفرَ التلاشي
 
واللانهاياتُ ارتأتْ درباً يوحدُها
 
لِتكونَ أشبهَ ما تكونْ
 
هذا أنا
 
وسكونُ قافيَتي
 
ورمزُ قصيدَتي
 
نبني البروجَ منَ الهوى فوق السَّحابِ
 
لنغسلَ الأيامَ من درنِ التناسي والتَّذكُرِ
 
ثُمَّ نحترفُ التصابي والفناءَ
 
ونقتني بعض الفتونْ
 
هذي الطريقةُ بالهوى
 
وحدي أُزاولها
 
لا ليس يفهمها سوايَ وإِنَّ لي
 
في عرشَها كوناً صغيراً رائعاً
 
مَنْ حَاوَلو بَعْدِي الدُّخولَ إليهِ قَدْ سَقَطُوا
 
وأسموهُ الجنونْ
 
**********
 
سأموتُ ثانيةً على جدرانِ ذاكَ الوهمِ فابتهجي بذاك الموتِ
 
ثُمَّ تَمَنِّ لي
 
موتاً سعيداً أو تلاقْ
 
سأموتُ ثانيةً
 
فقري أعيُناً
 
وترنحي طرباً
 
أيا خير الرِّفاقْ
 
وسَلي إلهَكِ لا يكونُ لنا فراق
 
لكن إذا لم يستَجِبْ
 
فسليهِ أنَّا نلتقي
 
يوماً على سورِ البراقْ
© 2024 - موقع الشعر