ترانيم عائد - علاء أبو عواد

أضربتُ عنْ صنعةِ الأشعارِ معتزلاً
 
نظمَ القريضِ وما ازدانتْ بهِ عنقي
 
جففتُ في قلمي حبرا ثملتُ بهِ
 
حتى استفقتُ طريداً ضائعَ الأفقِ
 
سقيتُ منهُ كرومَ الأرضِ فانتبذتْ
 
مني مكانينِ من هجرٍ ومن حرقِ
 
هذي الدروبُ وكم زهرٍ غرستُ بها
 
منَّتْ عليَّ بموصودٍ من الطرقِ
 
ماذا جنيتُ من الدنيا وزينتها
 
غيرَ المنافي وليلِ التيهِ والأرقِ
 
ماذا جنيت سوى خلٍ يقرعني
 
إما تلألأ يوما في الهوى ألقي
 
أو غيرَ غانيةٍ غنت لصبوتها
 
فيها حسبتُ أماناً فاعتلت فرقي
 
كم صغتُ قافيةً فيها أغازِلها
 
وكم تمنيت أن يغفو بها حدقي
 
أن أقطفَ الوردَ من روضٍ بوجنتها
 
أو أرشفَ الشهدَ من مستعذب الذلقِ
 
أستغفرُ الشعرَ علَّ الشعرَ يغفرُ لي
 
ما كان من قلمي فيها على ورقي
 
أستغفرُ الشعرُ من هجري له زمنا
 
ومن نفوري وإعراضي ومن أبقي
 
قصرتُ في حقهِ دهراً فأودعني
 
سراً وأودعَ في محرابهِ قلقي
 
فإنْ شغلت بهِ عنكم فلا عجبٌ
 
حتى ولو كان في أنهارهِ غرقي
© 2024 - موقع الشعر