الرزء الأليم - إيليا أبو ماضي

عدمت قلبي لم يعدم الجلدا
و نال نفسي الردى إن لم تذب كمدا

آها و لو نفعت آه أخا شجن
لم يبتع غيرها عند الأسى عضدا

آها و لو لم يكن خطب ألمّ بنا
ما سطّرتها يدي في كاغد أبدا

ألمرء مجتهد و الموت مجتهد
أن ليس يترك فوق الأرض مجتهدا

ساوى الرضيع به شاب مفرقه
و العبد سيّده و الثعلب الأسدا

قد غادر الفضل بالأحزان منفردا
من كان بالفضل دون الناس منفردا

مات ( البيان ) بموت ( اليازجّي ) فمن
لم يبك هذا بكى هذا الذي فقدا

و الله ما ولدت حواء أطهر من
هذا الفقيد فؤادا لا ولن تلدا

أين ( الضياء ) الذي زان البلاد كما
يزين البدر في جنح الدّجى الجلدا ؟

أين اليراع الذي قد كان يطربنا
صريره في أديم الطرس منتقدا ؟

و أين أين سجاياه التي حسدت
يبكي الشقيق أخا والوالد الولدا

أقسمت ما اهتز فوق الطرس لي قلم
إلاّ جعلت له دمعي البتيت مددا

و لا تخذت أخا في الدهر يؤنسني
بعد الجليل سوى الحزن الذي وجد

© 2024 - موقع الشعر