في أنف حضرتكم بعوضه - محمد ناصر المنصور

في أنف حضرتكم بعوضه
 
قالوا كرامتها سرابْ
والنور تشربهُ وتأبى أنْ تطيرْ
فراشةُ الفصل الأخيرْ
من مسرحيات الغرامْ
غرام عاشقةٍ وقاتلها شهيدْ
من روحك العذراء بثّي فيهِ يحيا في صحارى حلمك المسمومْ
أعطيهِ جائزةً ولا تستأذنِي
من ميِّتٍ
غنَّى على صوت الرصاصة ألف أُغنيةٍ
باسم السلامِ ...
... وإنهُ
يهدي السلامَ إلى : ربيعةَ ، مع إيادٍ ، مع نزارٍ ، مع مضرْ
ويخصُّ غائبهمْ... وينسى من حضَرْ
ويودُّ لو كانوا حفائرَ في دياميسِ الثرى متحجرَهْ
يلهو الفراغُ بها ....
.... يهوشها الزمانُ
تموت في دنيا العدَمْ
وهو الذي يحيا على عرش السلامْ
حتى الحمامة ....
.... اقتلوها ياعربْ
إن غارَ منها ....
.... إنه النمرودُ فوق الكلِّ....
.... لكنْ سيدي
في أنف حضرتكم بعوضه
.... وأظنّكمْ في كامبِ ديفيدَ طيبين
وأظنّكمْ ستوقعونْ
عفواً....
تتزوجونْ
و « الدبلةُ » الصفراءُ إنْ ضاعتْ...
... ستصنعُ غيرَها
واجعلْ شبَابكَ يبحثونْ
قلْ إنها والله كانتْ بقرهْ
صفراءَ علْمي أنها
دوماً تسرُّ الناظرينْ
والله يمسخ
$مايشاءُ ....
.... وإنهُ
يحيي العظامْ
ولوَ انها كانت رميمْ
واسألهمو
ياعلَّهم
وجدوا عصا موسى ....
.... فأنتَ لها الأمينْ
اضربْ بها بحرَ الدمارْ
تمشي على أرض السلامْ
سلِّمْ على بيجنْ
.. وقلْ
العمُّ والخالاتُ يهدون السلامَ...
... بلا حدودْ
واسألهُ مامعنَى: ربيعةَ ، مع إيادٍ ، مع نزارٍ، مع مضرْ
كانت أماكنَ ؟ ....
.... لا أظن !
كانت مجازرَ ؟ ....
.... ربّما!!
اسألْهُ ....
.... ياضدَّانِ في بحر الثقافة ينضحانْ
اسأله واصنع من عروبة مصر منديلاً تزركشُهُ الدماءْ
واشدُدْ على كف الحبيبْ
ابكِ.... وأوغلْ في النحيبْ
وامسح دموعكَ يرحم الله الفقيدة جولد مائير .... وآل.... آل مائير
واركعْ وتمتمْ في خشوعْ
ياآل مائيرَ لكم دور الجنانْ
بما أرقْتُمْ من دماءْ
واذكرْ لهم حسناتهم في » دَيْرِ ياسينَ «
.... حرامٌ أن تضيع هباءْ
واذكرْ لهم في مصر أبناء العروبةِ في ثرى بحرِ البقرْ.
كانوا كما كنتَ لهمْ
كبشَ الفداءْ
واختمْ صلاتكَ بالتحياتِ وبالصلواتِ
واذكرْ عند ذكركَ للنبي
نسلا لعدنانَ وما أدراكَ ماكبشُ الفداءْ
لولا العنايةُ اكرمتهْ
وكعادة فيك الذكاءْ
حتماً ستكتشفُ الذي لم يُكتشفْ
في أن إسماعيلَ مع إسحاقَ من نسلِ الخليلْ
غصنانِ في فرع ظليلْ
العطفُ بينهما دماءْ
ستصفقُ الأيدي...
... محاضرة الرئيسِ طويلةٌ
ستصفق الأيدي ....
.... ومن بعد المحاضرة العشاءْ
طبقٌ لكل مشاهدٍ
طبقانِ للمتغيبينْ
أطباقُ جودك ياأمير المؤمنينْ
املأها أحلاماً وعوداً
ثم تبلها بقرص الأسبرينْ
وانثرْ حواليها العطورْ
.... وغنِّ وارقصْ
للسلامْ
.... يامن كذبتَ
على السلامْ
..... لكنَّ منشم عطرُها
في أنف أبناء العروبة غيرُهُ في أنفكمْ
يغري البعوضة بالبقاءْ
عبساً وذبياناً ستنساها ....
.... وتذكر أن معنى الجائزهْ
لبنٌ ألذُّ من العسلْ
في ضرْعِ تلك البقرهْ
صفراء عنها كل أهلك يبحثونْ
1979
© 2024 - موقع الشعر