تاريخ الأفعال - محمد ناصر المنصور

عند الصباح تخون عورَتَك العيونُ
تصد عنك ولاتبوحْ
جوف العراءِ
ووجهك المحتدّ يأكل كل أرضٍ
خلفك الماضون فرّوا من كمائنهم وباعوا موتهم للدائنينَ
تولجوا حبلاً ينازع غيمتين وغيمةً نزلوا بها جسدي
ومانظروا إليَّ
... سويعةً
غرسوا المعاول في الوريدِ
تقاسموا عَرَقاً تيبّس في النخاعِ
الجمرُ يشرقُ
الأجنةُ في احتراق مفاصلي
.... جسدٌ
وليْ جسد يباعْ
غيّرتُ للنخاس لوني وانْتَصَبتُ على الشفاهِ
دراهماً
وجهين أضحك بالذي أبكي بهِ
أبني مناهلَ ذلتي القعساءِ
أفترسُ العبوسَ شقائقَ النعمانِ أو ماءَ السماءِ
ملافظيْ جَفّتْ
تبدّلتْ البحار وغيَّرتْ أسماءَها
أرضاً و فيها جنتانِ وخلف مبسمها الحطيم ْ
مظفورة النّزواتِ باسقة العذابِ
تُسربلُ الطينَ المغطشَ ... فانتضى
: سيفاً ، تعاويذاً ، رقاباً يفجأُ الناجين ينكسر الرمادُ
تَطهرَتْ أُنثى خطيئتها الرجالُ
تطهروا منها خطيئتهمْ تكونُ
إرادةً عوجاءَ تفطم قاتليها
زخرفوا لذاتهم منها وفيها
يأكلون رؤوسَهم جمراً تٌساقِطهُ المشيمةُ
الشواءُ ، الاشتهاءُ ، الإرتخاءُ الليلُ يولد في الصباحِ
الصبح يولد في المساءِ
مدائناً نَضجتْ على كفي...
... تناسلت السفوحُ على الأظافر وارتوتْ
كُرها بغيضاً
أنْطَويْ في قبضتي
كل البيوت قوارباً فتّقتها
بدمي وسايرت الوريدَ
مشاكساً خيلاً تقَاطرُ من عيونٍ نورها
يبني وينفلت الطريقُ
جِماحهُ نفسٌ تجذ كلومَ مائسةٍ بوشم الحرب
.... تَقتلُ عِرضها
خوفاً ويبعثه الغُزاة على الرماحْ
ياقوتةً
العين تنظر هاهُنا
عينٌ هناكَ
توَهجَ العدمُ ارتوى
في الآل تُبعثُ أُمةٌ في قصعةٍ
في الآل تُبعثُ أُمةٌ في ملعقهْ٠
1997
© 2024 - موقع الشعر