شَهِدْتُ لَقدْ لَبِسْتَ أَبا سعيدٍ - ابوتمام الطائي

شَهِدْتُ لَقدْ لَبِسْتَ أَبا سعيدٍ
مَكارِمَ تَبْهَرُ الشَّرَفَ الطُّوَالا

إذا حرَّ الزمانُ حرتْ أيادي
نداهُ فغشتِ الدنيا ظلالا

وإِنْ نَفْسُ امرئٍ دَقَّتْ رَأَيْنا
بعرصة ِ جودهِ كرماً جلالا

وقاكَ الخطبَ قومٌ لم يمدَّوا
يميناً للفعالِ ولا شمالا

أَحينَ رَفَعْتَ مِنْ نَظَرِي وعادَتْ
حويلي في ذراكَ الرحبِ حالا؟

وَحَفَّتْ بي العَشَائِرُ والأَقَاصي
عيالاً لي وكنتُ لهمْ عيالا؟

فَقَدْ أَصْبَحْتُ أَكثَرَهُمْ عَطاءً
وقبلكَ كنتُ أكثرهُمْ سؤالا

إذا شفعوا إليَّ فلا خدوداً
يَقُونَ مِنَ الهَوانِ ولا نِعَالا

أُتَعْتِعُ في الحَوائِجِ إِنْ خِفافاً
غَدَوْتُ بِها عليكَ وإِنْ ثِقَالا

إذا ما الحاجة ُ انبعثتْ يداها
جلعتَ المنعَ منكَ لها عقالا

فَأينَ قَصائِدٌ لي فيكَ تَأْبَى
وتأنفُ أنْ أهانَ وأنْ أذالا؟

منَ السحرِ الحلالِ لمجتنيهِ
ولم أَرَ قبلَها سِحْراً حَلالا

فَلا يَكْدُرْ غَدِيرُكَ لي فإِني
أمدُّ إليكَ آمالاً طوالا

وَفِرْ جاهي عليكَ فإِنَّ جَاهاً
إذا ما غَبَّ يوماً صارَ مالا

© 2024 - موقع الشعر