موت تحت المطر - وحيد خيون

أنا لم أعُدْ مثلَما تعرِفينْ
لقد غيّروني
وقد زوّدوني بجنسِيَّةِ المُنْتَمِينْ
وقدْ زيّفُوني
تنازلتُ عنْ كلِّ شئ ٍ جميلْ
تنازلتُ عنْ حبِّكم قبلَ سَاعهْ
وعن حُبِّ أهلي وحُبِّ النخيلْ
وعن حبِّ حتّى النهَرْ
تنازلتُ عن كبريائي الكبيرْ
وعن قدرتي والشجاعه
تنازلتُ عن حقِّنا في الحُصانْ
وعن حقِّنا في البضاعَهْ
تنازلتُ عن حُبِّكم قبلَ ساعه
تنازلتُ عنكم جميعًا فلا تَشْتُمُوني
فقد عِشتُ جارًا لكم ألفَ عامْ
ومُتُّمْ ولم تعرفوني !
أ لستم سكنتم مكاني ؟
أ لستم قتلتم سكوني ؟
دعوني أكن تافهًا... ولا تُمْسِكوني
دعوني أكن تافهًا ... لكي تعرفوني
لأني إذا حِزْتُ تلكَ الصفاتْ
ستحكي الإذاعاتُ عنّي بكلِّ اللغاتْ
لأنَّ النزاهة َ ذنبي الكبيرْ
وموتي طوالَ الحياة !
أنا الآنَ لا تصرُخِي لو أقولْ
أنا الآنَ .....لا أنتمي للبشرْ
تفرّقتُ في حُبِّكمْ في الرِياحْ
وأنتمْ تعيشونَ مِثلَ الحَجَرْ !
أعودُ إلى الغابِ ؟ كلا ّ ... مُحَالْ!
أنا لم أصَدِّقْ عَبَرْتُ النَهَرْ
وأهلي وقد ضَيّعوني وضَيَّعْتُهُمْ
وراحَتْ عيونُكِ خلفَ النهَرْ
تنادي عيوني
تقولين لي لا تبال ِ
تَحَمَّلْ قليلا ً... ولا تعلمينْ
لقد حَمّلَتْني جبالا ً من الحزن ِ تِلك الليالي
وقد أرْغَمَتْنِي
أجُرّ ُ حِبالي
وأخرجُ مِن أيِّ شئ ٍ بلا أيِّ شئْ
تَحَمَّلْ إذنْ كلَّ شئْ
وعِشْ كالطيورِ التي صادَروها
من الليل ِ... خُذ ْ ساعة ً أو دقيقهْ
ومِمّا مضى ... خُذ دقيقهْ
ولا تجرحْ الناسَ حتى وإنْ عَذ ّبُوكْ
فأ فْئِدَة ُالناس ِجدّا ً رقيقهْ
تَحَمَّلْ إذنْ يا صديقي
لأنّكَ مهما رحلتْ
لآتٍ بنفس ِالطريقهْ
أنا ....آهْ ... كم عِشْتُ تحتَ الجحيمْ !
وكمْ مُتّ ُ تحتَ المَطَرْ !!
أنا لسْتُ أدري
إذا كان قلبي الذي ضيَّعوهُ
مِن الماءِ أمْ مِن حَجَرْ
أعودُ إلى النَهْرِ ؟ كَلا ّ مُحالْ
أنا لمْ أ ُصَدِّقْ عَبَرْتُ النَهَرْ
لهذا تنازلتُ عنكمْ جميعًا
فلا تبْعَثوا لي نداءْ
أنا جئتُ للأرض ِ قبْلَ الأوان ِ
وبعدَ انتهاءْ
فهلْ تستطيعونَ أنْ تَرْشُدُوني
إلى وجهِ أمّي السَّماءْ ؟
لقد ضيَّعَتْنِي حماقاتُ أهلي
فأصبحتُ جدّا ًحقيرْ
وأصبحتُ ... مثلَ الشياهين ِ ....
لو طارَدُوها على الأرض ِ تنسى إلى مَنْ تطِيرْ
وتفقدُ حتى التصرّ ُفَ في عقْلِها
فقد غادرتْ مِن فضاها
إلى هذهِ الأرض ِ إذ لا مكانْ
فأرجوك ِ ..... لا تصرخي لو أقولْ
تنازلتْ عن حُبِّكم قبْلَ آنْ
لأنَّ الذينَ تنازلتُ عنهم أنا قبلَ سَاعه
لقد ضَيَّعُوا ساعتي مِن زمانْ
© 2024 - موقع الشعر