مناحة النخيل - هدى السعدي

اللونُ الأسمرُ
يضحكُ مذلولاً
و الأنفُ المسلولُ كسيفٍ عربيٍّ
أفطَسَهُ ( الكولا )
و السيفْ
انسلّت منه دواعي الحيفْ
صارت / صارِ ، غبارَ سلام ٍ
أو ذرات هُيولى !
 
هذا وجهٌ
يحملُ وجهي ..
لا أعرفهُ !
و حقولُ الحنطةِ في بغدادْ
تتيممُ برذاذ الشمسْ
و لهيبُكِ دجلةُ ما أبهاهْ
بعيون فراشاتٍ جذلى
في سعف النخلاتِ السُّمرْ
لا يتواشَجُ هذا التكييفُ العصريُّ
و سيرتَها الأولى .
◊◊◊◊ ◊◊◊◊
 
حمورابي
يخلعُ شاربهُ
يلبسُ نظارةَ ( هيب هوب )
و ( باروكةَ ) صوفيا لورين
و حمائلَ نِهدَيْ مونيكا !
 
عَشتارُ
تلوِّح بالكأس
تُراقص ذاك الجرذَ
القابعَ في ( الجحر الأبيض )
و بعد السهرةِ تقبضُ شيكا !
 
و الحَجاج الثالثُ و الخمسونَ
يعلِّق أوسمةَ الشرفِ المفقودِ
على أكتاف الجيش القادم من أمريكا !
و هنالك وجهٌ يرقبنا
يستعربُ حتى نستغربْ
و يقهقهُ لغباء المسرح
جذلاً .. معدومَ الشفتينْ
◊◊◊◊ ◊◊◊◊
 
جدّي :
الأرضُ كلونكَ ياجَدّي
و خطوطُ اللغز مُعَمّاةٌ
و حروفُ النَصِّ مُدَمّاةٌ
و غضونُ جبينكَ ترسمها الأحقابُ
نشيجاً
يتموّج كالشِّعر الموشوم على خد الصحراءْ
و الكونُ الأغبرُ يا جدّي
زحلت فيه الشمسُ المخدوعةُ
عن زُحَل ٍ
و احتلّ العقربُ يا جدّي
برجَ العذراءْ !
◊◊◊◊ ◊◊◊◊
 
يا وطني
يا حبي الأحلى و الأغلى
يا مثَلي الأعلى و الأكبرْ
 
وطني
يا غيثاً بَشَّرَ بالخصبِ
فجفّ فراتُ الأمل ِ النابض ِ
لمّا أمطرْ
 
و طني
يا نخلاً لقّحه الريحُ الغربيُّ
فأطلعَ بين السعفاتِ
مُسوخَ بني الأصفرْ
 
وطني
يا سجنَ عُبيد ٍ
يا وشماً في خَدِّ دليلهْ
و سواراً في معصم عفراءْ
يا قُمْريّاً في أحشائي
قد ختل الغاوون هديلهْ
يا مهراً خلّفه جدّي
فاغتال الحسادُ صهيلهْ
◊◊◊◊ ◊◊◊◊
 
عزلاءٌ ..
ما عندي خنجرْ
لكني من أجل عُلاكْ
سأقتل نفسي يا وطني
بسلاح ٍ أخطرْ
بمتاعب عشقك يا وطني
و فنونِ هواكْ
و يا .. لقتيلين ِ
و كلٌ في خافق صاحبه يُقبرْ
فإذا جاء الوعدُ حبيبي
يُبعثُ كلٌّ من قلب الآخر ِ
من رحم الوطن ِ القابع ِ
في وطن ِ الأرحام .. الأخضرْ
لن يفهمني غيرُ ثراكْ
و دماءُ الأبطال الأطهَرْ
لن يفهم أوجاعَ فؤادي
إلا صوتُ الغضب الأكبرْ
و لسوف نقاوم يا وطني
و لسوف نموت لكي تُزهِرْ
 
قسما بالله و بالأقصى
و بماء النهرين .. ( الأحمر )
ستموتُ الغربان جميعاً
و غداً نثأر
نثأر ..نثأر
© 2024 - موقع الشعر