المقابر - ناصر القحطاني

في مكان تفاخر فيه روس النصايب
و امتلت من عظام الناس فاضي قبوره

كل شي يتراجف فيه حتى الهبايب
والذهايب توارى والنصايب فخوره

وقفت بي قدم رجلي وكلي عجايب
والبكا حولي اسمع له تمرد و ثوره

لين جاء واخجل عيون تودع حبايب
مؤمن جفف الدمع بحديث و سوره

عن يميني بيوت السابقين والذهايب
وعن يساري بيوت اللاحقين محفوره

اسمع اصغر ذنوبي كنه يصيح تايب
والقدم ما نشدت بموقفه عن شعوره

واذكر انه تشره لحظه وكان هايب
قلت خل الطواري ما طلبتك مشوره

دامها جت من الله مرحبا بالمصايب
لو ثقل حمل نفس المسلم اللي صبوره

جيت اشيل الجروح المشرقات العطايب
طيب الله ثرى اللي فارق العين نوره

ما ركزت النصيبه واعتلت راس شايب
كود اب ادّل ذاك القبر لا جيت ازوره

عل ما تبخل بماها عليه السحايب
كودها تستر اطراف النصيبه زهوره

كل حزن ملا الدنيا على القلب ذايب
وانقلي يالجروح الحمل لو زاد جوره

كنت اعزي مجاريح بعاد وقرايب
واترك الخاطر لعيني تجبر كسوره

تغرف الحزن وتصب العباير صبايب
وان خلص دمعها لعيون ابوي معذوره

شايل صورته في البال لو كان غايب
ليته اللي يشيل لشخصي اليوم صوره

كان لي ظن في صغري ولا هو بصايب
احسب ان القبور من الحياة مهجوره

عل قبره نعيم وصالحاته سبايب
هي عزاي بوادع مودّع جاه دوره

© 2024 - موقع الشعر