الراقصة والحجر .. - كنار الحكيم

الراقصة والحجر ..
 
 
 
 
 
 
 
يوم آخر فيه أحترق
لا خلاص منه¡ لا بد من الرقص ولولا الناي لما رقصت
هيا أيها اللحن شدني إليك يغلبني الحزن¡ اقترب مني أكثر. أرغب في الرقص¡ أرغب
في السكر.
صوت يغني وجسدي يبكي¡ يلتوي خصري فأنحني أرشف لحناً من كأسك يصعد بي إلى القمة
فأقترب من عينيك
لحن آخر يشد ني من أطراف شعري أتوجع فأبتعد والدمع يرقص على الخد فتغتسل ألحانك
بماء أحداقي
أيها الناي اعزف أكثر شجناً إحملني بين ساعديك وهبني للسماء.
هناك تستقبلني النجوم وأرتدي ثوباً من الغيوم وأبدأ الرقص وأهز السماء يميناً
ويساراً فأمطر عليك عشقاً
راقصة مظلتها المطر على حافة الجسر
تهتز لها الأرض تفتح لها قميصها الأخضر تقف الأسماك إجلالاً
سلام عليك يا سيدة المطر... يغرقني اللحن فأسكن محاراً في داخله أرقص
والبحر يجهش في البكاء يمسح دمعه بأطراف ثوبي أرقص مع الموج فنعلو معاً ويهبط
بي على الساحل...
 
أيها الناي أرغب في البكاء أرغب في السكر في الغابات
هناك أرقص والأشجار تسكب لي كؤوساً من الندى حافية القدمين أعجن الأرض فتهبني
خلخالاً من النرجس يحتضنني اللحن من جديد فأرتمي بصدره
يمسك راحتي ويدعوني للرقص مرة أخرى.
 
مرة أخرى تتمايل هضابي يزداد اللحن إثارة أقفز بعشوائية متموجة أتسلق اللحن
يقبل قدمي ويعلكني ويدور بي بلسانه يتنقل بي من نوتة لأخرى أنتعش
جيش من الجبال ينصهر أضل أرقص
وهم ينصهرون أرقص أكثر أتعب أكثر أجوع أكثر
يتوقف الناي فأنام بحضن مغارة تفتح عباءتها تتبناني أرضع من نهدها الحجري
فأتحول إلى تمثال.
© 2024 - موقع الشعر