المقعد الخالي - ابراهيم ناجي

همٌّ أناخ فما انجلى
وخلا مكانُك - لا خلا!

ليل الحياة وكان ليلي
في الهواجِسِ أطولا

كم لحظةٍ في الصدر ناشبةٍ
كجزّارِ الكلا

كالرَّمْسِ فارغةٍ وإن
حفلت بإيجاشِ البلى

في إثر أخرى لم تكن
إلا كجرداءِ الفلا

بَرَّحْنَ بي من وحشةٍ
وقتلتهُن تململا

وجَنِنّ من قلقي عليك
وكيف لي أن أعقلا؟

قد رِشْنَ لي سهماً يحاول
من يقيني مقتلا

فتعرّض الماضي الجميلُ
بوجهِهِ متهللا

فلوى عناني فالتفتُّ
فلم أجد لي مَوئِلا

إلا دروع اليأسِ إنّ
اليأسَ أيسرَ محمِلا

يقتادني فأردُّهُ
عن خاطري وأقول لا!

يا هندَ إن يكُ قلبُك الوافي
تغيّرَ أو سلا

وحصدتُ آمالي فإنّ
الموتَ أرحمُ منجلا

© 2024 - موقع الشعر