طير في مكان الرأس ، - قاسم حداد

طير في مكان الرأس ،
 
بين كتفين وسيعين
 
مكتظين بالتجربة و صنوف الفقد .
 
شخص طائر
 
يلهث في ظل إمرأةٍ تكاد أن تخف عن الأرض
 
يسعفها جناح العفة الباهضة ، وعيناها طيور .
 
تزم القلب في صدرٍ مكتنزٍ بالرهبة ،
 
مثقلٍ بالولع وفهارس الطفولة .
 
بغتةً ، تندفق نار في الرواق ،
 
طلق ينسف طير الرأس
 
في شخصٍ مأخوذٍ بامرأةٍ تعبر الغيم ،
 
ينفجر ريش كثيف مترف بالأحلام،
 
فيصير فضاء الرواق عرشاً شاغراً
 
وعريشةً في الهباء .
 
ثمة ما يمنح المرأة نيزك الضياع ،
 
فتندفع مضرجةً بصرخة الريش
 
تقتحم البهو ،
 
خلفها رواق مفعم بشظايا الصور وجنة الخطأ ،
 
كتفان شاغران وشخص مفقود .
 
تدخل ملتاعةً ،
 
أحداقها أشداق نمورٍ مقصوفة ،
 
وتصرخ مثل ثاكلٍ تفقد أبناءها التسعة دفعةً واحدة .
 
تنهار في ركن البهو
 
تدفن وجهاً شارداً في ذخيرة الصدر
 
تبكي وتمزج القلب بذريعة الندم ،
 
تنتفض في جسدٍ يفقد الحصن
 
بارئاً من دسيسة الذهب وسر الأسماء .
 
نار الرواق ترن في أجراسٍ مجنونةٍ،
 
والمرأة مزدانة بريشة الملك ،
 
تهبط آبار الوهدة متهدجةً ببخار الروح .
 
ترى في البهو صلاةً منصوبةً مثل عاشقٍ ينتظر القبلة ،
 
فتنهض ،
 
تضع وجهها في الأبيض الرزين
 
وتبدأ في التضرع ،
 
مثل أيقونةٍ فرغت منها المعجزة تواً .
 
كفان مبسوطتان ،
 
رواق مترف بالريش المعصوف ،
 
جسد يغلب المرض ،
 
شخص مفؤود
 
وإمرأة تكاد أن تذهب
© 2024 - موقع الشعر