هذيان عاشقة .. - فينوس فائق

هذيان عاشقة ..
 
 
 
أتوغل في كبريائك
وأفتح دواليب الرجولة
على شعر كثيف
يغطي مسافات التلاقي
ويغطي قامة الفكر
يركع على قدمي
في أمسية برتقالية
يختفي القمر فيها خجلاً دون رجعة
888888888
أنثر صمتي على غابات الصراخ
على جبيني تنفجر براكين
و بين أناملي الصغيرة تنساب البحار
و على ظهري يمر قطار الوجع
و يشم في طريقه زهور الأمل
و تنام في حدقة عيني بساتين أناشيد الطفولة
وألوذ بشعري
وأمتنع
وأغضب
وأهدأ و أعدوا
وأغدوا جمراً
وأغدوا نهراً
وأغدوا شارعاً
بجسدد مبلل
أحمل المكان على كاهل شعري
و أجوب به بين صباحات الصيف
المتشحة بالتراب
يؤزمنني المساء بين جناحيه
ساعة يموت القمر وحيداً
من صحوة شمس ذهبية
يؤرقني صوت الفجر
حين يتناغم على أوتار المطر
 
*********
نصف رجال المدينة يشبهون أبي
أصوات نصفهم يشبه
صوت مؤذن المسجد بحيينا
ونصفهم يغدوا فأراً ناعماً
يتلذذ و هو مطارد من قطة ثملة
 
والنصف الآخر يغرق عشقاً
في قدح من ثرثرات الليالي المارونية
 
*******
 
مرآة غرفة النوم
تكسر الصمت و ترسم شهادتها
على إنكساراتي
على تمرغي بين أجنحة الليل البرتقالية
 
مرآة غرفتي
تحفظ عن ظهر قلب
تأوهاتي
وكل جنوني
وتردد و هي نائمة تراتيل العشق
التي تسيل على كتفيُ
وتنموا أشجار الراحة و الهرب
في أرض قلبي الجدباء
في ليلة بنفسجية عتيقة
 
**** ***
نحمل الليل في حدقة عينينا
وندفن المدينة في الصفحة الأخيرة
من كتاب الذكرى
نترك ملامحنا على جدار النسيان
و ننفض عنا أديان السماء و الأرض
أدعوا الأنبياء لحفلة رقص زمردية
ولجلسة ذكرٍ سياسية
 
***** ******
الليل في بؤبؤة عينينا
لؤلؤة سوداء
تقطع خاصرتها سلسلة من رحم الأرض
تلتف حول رقبة الله
وهو نائم في كتاب
على رف مكتبة قديس
مات حرقاً
 
*********
ألملم نظري عن الطريق
أوزع النور على الدهاليز الضيقة في المدينة
أنثر نجوم الرخاء على طرقات اللاجدوى
ويغدوا الناس قطيع يمشون
إلى مدن مرسومة على خطوط يد الله
 
********
 
تتقن فن الغياب بعناية فائقة
آثار أقدامك
وقع أقدامك غداً
يثير جنوني
ويفتت الغياب
ويسلي إنتظاري القلق
على شرفة أنوثتي
والسرير الأبيض
قصة الحرب و السلام
الإنتصار و الهزيمة
كتاب العشق
ديوان الشعر
جدران الغرفة الغاضبة على سر الإستسلام
والفراش الذي سقط عنه لون العناق
 
*********
ببسالة تخوض الفصل الأخير
من معركة اللقاء
أترك الباب مفتوحاً لبطولاتك و فتوحاتك
أنتصر في إنكساري
أستبسل في أنهزامي
ألتقيك على قارعة التمرد
أفتح صدري لإستشهادك
أزيح عني غبار الإنتظار
وأكتب عنك تأريخ هذا الرحيل
 
*******
الأرض تهتز تحت قدمي
تتأوه تتوجع في صدر إشتياقي
بخشوع يرمي كبرياءه في حضني
وأذبح تحت قدميه ما تبقي لي من إمتناع
 
**********
السرير الغارق في النوم
مليء بالوحشة و السكون الرهيب
أصنع من طين هذا الفراق
قدح و أملئه شراباً يقارب الفناء
وأرتشفه حتى ألامس اللقاء
 
*********
أدفن أصابعي في طين هذا الضجر
وأصنع من رتابته
مساءاً بلورياً يحتويني حتى الغياب
يستفيق رأسي
بين مدن الجنوب
وشمال المدن المارونية
والمآذن المحروقة
والأئمة المفقدودين بين الحطام
والعباءات المتطايرة على أجنحة الدخان
أفترش الصمت
وأزرع المدن حبة حبة
أسقيهم ماء الحياة من قلبي الظمآن
أمسح عن وجناتهم
قطرات العرق السرمدية
أعلن موت الشوارع
إنطفاء عيون البيوت
إختناق المسافات
أعلن الحداد على أرواح الأرصفة
وأسدل الستارة
على آخر فصل من فصول
هذيان عاشقة حبلى بالطرق
ملئى بالهرب
ثملة بالدم
© 2024 - موقع الشعر