اسطورة الوفاء - فدوى طوقان

وتسأل : أين الوفاء
أما من وفاء
وأضحك في وجهك المتجهم
اسأل مثلك:
أين الوفاء
وماذا عن الأوفياء
وأين هواك القديم،
وأين النساء..
مئات النساء اللواتي حببت
وكل امأه
تظنك ملك يديها
وتحسب حبك وقفا عليها
تظن غرامك أبقى من الشمس
إرسخ من راسيات الجبال
وتإبى تصدق ان الوفاء
يظل خيالا ووهما
وإسما لغير مسمى
وشيئا محال
نريد من الآخرين الوفاء
نصفدهم نحن، نربطهم بالرجا
بجبل سراب كذوب
ببرق خلوب
ونمضي لنشرب كأسا جديد
ونمضي لنطعم لونا جديدا
لنعبد وجها جديد
ونرجع نسأل:
أين الوفاء
نريد من الآخرين البقاء
على عاطفه
ذوت وتلاشت
بأعماقنا واستحالت
إلى صورة زائفه
أنانية يا رفيقي تعشش فينا
تسير رغباتنا في الخفاء
وتحجبها بنقاب كثيف
نسميه نحن،
وفاء
بلى يا رفيقي
بلى، قد يطل
هناللك ظل
لبعض رفات
رفات غرام تلاشى ومات
يطل ونجهل كيف يطل
فنوقد شمعه
لديه ونحضن ذكراه فتره
ونرجع من بعد نؤويه قبره
وندفنه من جديد
وما في المحاجر دمعه
ولا في الجوانح لوعه
ونمضي نلبي النداء القوي
نداء الحياه
وتدفعنا الريح في كل صوب
وكل اتجاه
وننسى القديم
وتحيا الجديد
ونرجع نسأل:
أين الوفاء
أما من وفاء
اكتوبر 1958
© 2024 - موقع الشعر