الى المغرد السجين - فدوى طوقان

هدية إلى الصديق
الشاعر كمال ناصر
في محنته
شدوك يأتينا حبيب الصدى
محلقا رغم انعلاق الرحاب
يا طائري السجين فاصدح لنا
من خلف جدران الدجى والعذاب
غن، فقضبان الحديد التي
تد في وجهك رحب الفضاء
لن تحجب الغناء عن سمعنا
يا طائري
غن، فدرب الرجاء
ما زال يمتد مشع الضياء
رغم انطباق الليل من حولنا
ارجعني شدوك يا طائري
الى زمان قد طواه الزمان
اذ انت طلق الخطو، طلق الجناح
أيام كانت ظلة الياسمين
تحضننا، وأنت تشدو لنا
شعر المنى والزهو والعنفوان
فتقرب النجوم من أرضنا
تصغي الى اللحن ونصغي،
وكان ملء أغانيك اخضرار المروج
ونضرة السفح، وبوح الاريج
ومائها كان هدير الرياح
وكان فيها من شموخ الجبال
في وطني، وعزة لا تنام
إلا مع النصر وفوز الكفاح
يا طائري السجن اصدح لنا
رغم هوان القيد رغم الظلام
فالافق ما زال غني المنى
ينتظر الشمس وراء القتام
المجد للنور، فلا تبتئس
والنصر للحرية الرائعه
وغدنا موطن أحلامنا
فلا تقل أحلامنا ضائعه
يا طائري، هناك درب الرجاء
هناك يمتد مشع الضياء
رغم انطباق الليل من حولنا
© 2024 - موقع الشعر