حتى اكون معه - فدوى طوقان

يفتح قلب الربيع ويسطع وجه الجمال
بمنحدرات السفوح وفوق نهود التلال
ويهمي السني ويموج
على ضحكات المروج
يعانق فيها العبير ويحضن خضر الظلال
وتمضي جموع الحساسين في وثبات الفرح
تغني وتنفض جذلي جناح فوس قزح
وترسل ملء الفضاء
نداءً وراء نداء
إلى شرب خمر الحياة، إلى عبّ خمر المرح
وأصد قلبي أنا
كراهبة ناسكه
وأبقى بديري هنا
وراء الدنى الضاحكة
إلى أن تدقّ يداه
على عزلتي المغلقة
إلى أن يهلّ سناه
على روحي المرهقة
فإني على موعد
ولن، لن ألبي النداء
نداء انتفاض الحياه
نداء جمال الوجود حتى أكون معه
وإن كنت وحدي هنا
بأمسيه بارده
وقد حال ما بيننا
مدى، بل وألف مدى
وأسفر وجه الردى
بعينٍ له جامده
وأشرع نحوي يدا
بمنجله الأعقف
فسوف أصيح به
بملء كياني:
قف!
تراجع ولا تقرب
سدى ما تروم سدى
فإني على موعد
ولن ينطفي كوكبي
ولن تحتويني يداك حتى أكون معه
© 2024 - موقع الشعر