في سفح عيبال - فدوى طوقان

ها أنا وحدي في ثنايا الجبل
كأنني أسطورة تائهه

تهمسها الريح بإذن السفوح
ها أنا والفضاء حولي غزل

والكون عشق، ورؤى والهه
وأنت في قلبي وعيني وروح

يومي لي نحو غد أخضر
يغفو الشذا في دربه المزهر

ها أنا وحدي ومعي صوتي
ترف في صدري بألفي جناح

وانت سر في كياني استتر
وكلما هتفت من فرحتي

اسأل: ما أنت سمعت الرياح
تقول لي في مثل همس القدر

إنك يا حبي نشيد الخلود
وأنني صداك عبر الوجود

وتعتريني نفضة من سعور
بغبطة تملآاحنائيه

كأنها لحن مضئ النغم
فأنثني أحفر فوق الصخور

إسمك في نشوة إحساسيه
وأشبع الآحرف لثما وشم

والفرح الكبير يا حبي
تهدر موسيقاه في قلبيوترتمي عيناي في مرتمى

أفق بعيد حال ما بيننا
وكلما أشخص روحي تراك

أحس عينيك وما فيهما
من وهج يطفر منه السنى

حولي تشعان بنجوى هواك
نارهما السوداء كالصاعقه

تنقض من نظرتك الحارقه
وأرسل الاوف غناء حنون

يسيل من روحي واوصالي
فتنتشي بالاوف حتى السفوح

لحن هوى، مرتعش بالحنين
سمعته يوما بعيبال

إذ أنت في السفح غريب الجروح
فبات وهو اليوم أغنيتي

يحملني اليك في وحدتي
هل نلتقي أواه، هذي انا

سوسنة فتح اكمامها
دفء الهوى والأمل المشرق

تلوي بها الريح، وتبقى هنا
تستودع السفوح أحلامها

وأنت عطر مسكر يعبق
في دمه..أواه هذى أنا

وحدي هنا في السفح وحدي هنا
© 2024 - موقع الشعر