تحنين على مهجتي - فدوى طوقان

تراك تسنين فؤادا وعت
اسراره أغصانك الراحمات

باركها الله فكم ناغمت
وهدهدت اشواقه الصارخات

زيتونتي، بالله إما هفت
نحوك بعدي النسمة الهائمه

فاذ كري كم نفحتنا معا
عطورها الغامرة الفاغمه

وحين يستهويك طير الربى
بنغمة ترعش منك الغصون

فاذ كري كم طائر شاعر
ألهمه شدوي شجي اللحون

تذكريني كلما شعشعت
بمهجة حري وطرف كليل

إن يزوها المغرب عن عرشها
فالمشرق الزاهي بها يرجع

لكنني، اها غدا تتزوي
شمس حياتي ثم لا تطلع

ويحي اتطويني الليالي غدا
وتحتويني داجيات القبور

فأين تمضي خفقات الهوى
وأين تمضي خلجات الشعور

ونور قلبي ، والرؤى والمنى
وهذه النار بأعماقيه

هل تتلاشى بددا كلها
كأنها ما ألهبت ذاتيه

اما لهذا القلب من رجعة
للوجد، للشعر، لوحي الخيال

ايخمد المشوب من ناره
واشقوة القلب بهذا المال

يا رب، إما حان حين الردى
وانعتقت روحى من هيكلي

وأعنقت نحوك مشتاقة
تهفو الى ينبوعها الآول

وبات هذا الجسم رهن الثرى
لقى على إيدي البلي الجائرة

فلتبعث القدرة من تربتي
زيتونة ملهمة.. شاعره!.

جذورها تمتصّ من هيكلي
ولم يزل بعد طرياً رطيب

تعبّ من قلبي أنواره
ومنه تستلهم سرّ اللهيب!.

حتى إذا يا خالقي أفعمت
عناصري أعصابها والجذور

انتفضت تهتز أوراقها
من وقدة الحس ووهج الشعور

وأفرعت غيناء فينانة
مما تروّت من رحيق الحياه

نشوى بهذا البعث ما تأتلي
تذكر حلماً قد تلاشت رواءه

حلم حياة سربت وانطوت
طفّاحة بالوهم.. بالنشوة

لم تك إلا نغماً شاجياً
على رباب الشوق والصبوة!

© 2024 - موقع الشعر