المشاءون - فاطمة سيد ناعوت

المترفون
 
ذوو الأقدامْ ،
 
لا مِلْحَ في معاطفِهم ،
 
ولا قذىً
 
يسحبُ الرؤيةَ إلى الورقْ.
 
هناك ،
 
حيث الشجرُ يختلطُ بالظلامْ
 
ينسى الرَّبُ أمتعتَه
 
داخل الكهفِ ،
 
فيأتي العابرونَ
 
يلتقطونَ الحياةَ ويمضونْ
 
بينما الفقراءُ
 
ذوو العكازاتِ
 
و النظاراتِ الطبيَّةِ الموبوءةْ
 
ينتظرون الموتَ الذي
 
دائمًا يتأخر.
 
بماذا قايضنا على الفرَحْ ؟
 
حيثُ الكلُّ يخشى الاقترابْ
 
لأن الشللَ مُعْدٍ
 
و العميانَ
 
يفكرون كثيرًا.
 
المترفونَ
 
ذوو الحُلْم
 
يحيكونَ نهاراتِ واسعةً
 
تناسبُ شبكاتِ الطُّرُقِ المعقَّدةَ
 
وضجيجَ الكلاكساتْ
 
التي لا تُغضِبُ أحدًا،
 
وفي المساء
 
يحوِّلونَ الحُلمَ أجنحةً
 
وكؤوسَ نبيذٍ
 
وحواديتَ.
 
الطفلُ الصامتُ
 
يعرفُ الأمرَ كلَّه
 
لأنه استنقذَ مدينتَه من الأمهاتِ المبتسراتِ
 
ناقصاتِ النموِ
 
ذواتِ الذاكرةِ الممسوحةِ
 
و كراسي المقعَدين ،
 
الأمهاتِ اللواتي
 
لا يُجِدْنَ الطهوَ
 
ولا الجلوسَ إلى التليفزيون
 
لأنهن يسقطنَ المشابكَ دومًا
 
قبل اكتمالِ السطرْ.
© 2024 - موقع الشعر