كلوسترو فوبيا - فاطمة سيد ناعوت

الفنارُ الذي انتزعوا أحداقَه
 
واستبدلوا بها كوّةً بقُطْرِ الرأسْ
 
لم تتوقفْ مدينةٌ أمامَه مرتين .
 
أحذيتُهم
 
ثقيلةُ الخطوِ
 
لا تمرِّرُ عطري إلى أنوفِهم ،
 
يسيرونَ بعيونٍ أفقيةٍ
 
و أعناقٍ ثابتةْ ،
 
بينما صوتي
 
يرتدُّ إليّ
 
من منتصفِ الارتفاعْ.
 
الفنارُ القديمْ
 
الذي ظلُّه يتمددُ
 
كانتحارِ سمكةِ قرشٍ فوق لوحةٍ صفراءْ ،
 
لم يكترثْ لزفيري ،
 
أعُدُّ به الأيامَ فوق الزجاجْ ،
 
و أعُدُّ دوائرَهمْ
 
متوازيةً على الرمالْ
 
و كثيرةْ.
 
الرمالْ !
 
…….
 
…….
 
التي ضيَّعتْ قطرتي الأخيرةْ.
 
القطرةَ الباقيةَ في قنينةِ عطرٍ
 
جلبَها أبي من بغدادْ
 
قبل عشرِ سنين .
 
الضوءُ ،
 
اقتراحي الأخيرْ
 
كأن أمرِّرَ إشاراتٍ متقطعةً لا يعوِّقُها صخبُ الأقدامْ
 
ولا
 
تصلُّبُ عضلاتِ العنُقْ .
 
و حدَه الضوءُ
 
يفلِحُ في التعاملِ مع الصممِ الإراديّ .
 
صممُهم
 
الذي يخلِطُ بين نداءاتي
 
وصفيرِ الواقفِ عند الرايةِ السوداءْ
 
يعدُّ الغرقى.
 
يلزمُني :
 
- مرآةٌ
 
- شعاعٌ ممتدٌ
 
- و اتكاءةٌ مزمنةٌ
 
فوق حافةِ الشباكْ .
© 2024 - موقع الشعر