رهانات - فاطمة سيد ناعوت

لا نستطيعُ غالبًا أن نُحدِدَ
 
لحظاتِ الفوضى
 
وقتَ نستبدلُ بأرجلِنا
 
عصواتٍ خشبيةً
 
بأطفالِنا دمىً
 
تثرثرُ كثيرًا
 
ترقصْ ،
 
فقط لنحافظَ على أجسادِنا بيضاءْ
 
أقصدُ بيضاءَ فعلاً ،
 
ولذا
 
ستفاجئُنا أصابعُنا هذا المساءْ
 
- قبل أن تتثاءبَ كعادتِها –
 
برفضِها القاطعِ لدخولِ الآذانْ
 
تُخلِّينا
 
لتلوثِنا
 
المشاعريِّ
 
بل
 
وتساعدُ الدمى الصغيرةَ تلكْ
 
على وضعِ نظَّاراتِها
 
بشكلٍ يشي بالديبلوماسية
 
لتُذهِبَ بقايا ارتباكٍ
 
سقطَ سهوًا من حكايا الصحاب.
 
أطفالُنا الذِّين
 
خبأناهم داخلَ الرملِ هناك
 
يدركون حتمًا
 
أن للشعراءِ قانونًا مختلفًا
 
ولهذا
 
سيفتشونَ عن شرائطِ الأسبرين
 
يلقون بها من النافذةِ
 
قبل انتحارِ شاعرةٍ مهمَّة
 
بساعتين تقريبًا
 
لا لشيء
 
سوى لأن شركاتِ الأدويةِ
 
تستوردُ خاماتٍ فاسدة
 
ثم تفسدُها في التصنيع.
 
ولذلك
 
فنحنُ نعلمُ جيدًّا
 
أن الدقائقَ كلَّها
 
التي قضيناها في قضمِ الأظافرِ
 
أمامَ الهاتفِ
 
لا تعني
 
سوى أن شاعرًا
 
– الآن -
 
يراقصُ زوجتَه
 
فوق النيل.
© 2024 - موقع الشعر