لم يكن حباً - فاديا غيبور

لم يكن حباً
 
 
لم يكنْ حبّاً ولكنا التقينا
 
وسرى الشوقُ بأطرافِ يدينا
 
فارتقينا ذروةَ الوجدِ ضحىً
 
واستباحَتْ ألفُ شمسٍ ناظرينا
 
وعلى الأفقِ رسمْنا فجرَنا
 
وآفاقَ الليلُ يرعى خافقينا
 
وحَّدَتْنا لغةَ الغربةِ في الك
 
ونِ عن الكونِ فضمّتْنا كلينا
 
رشَقتنا بشفاهِ الوردِ ظمأى
 
ورَنَتْ سكرى من العطرِ إلينا
 
 
 
أغرقتْنا في طيوبٍ ورؤىً
 
وسقتنا خمرَها حتى ارتوينا
 
كم توسّدْنا سريرَ الرملِ غرثى
 
وعلى الرملِ قصوراً كم بنينا
 
وسمعنا صوتَ فيروزَ ندىً
 
فَرَكَضْنا وصرَخْنَا وانتشينا
 
(جادكَ الغيثُ إذا الغيثُ همى)
 
كم هَمَتْ غيثاً من الوصلِ علينا
 
فغدونا بين مائين معاً
 
واعتنقنا بخشوعٍ وبكينا
 
واحترقنا في مداراتِ الهوى
 
يومَ كانَ النبضُ وردياً لدينا
 
لم يكنْ حبّاً ولكنّا التقينا
 
وسرى الشوقُ بأطرافِ يدينا
 
إن بعضَ الحبِّ وهمٌ فاتئدْ
 
وانسَ يا شاعرُ ما نحن جنينا
 
فإذا طافتْ بعينيكَ المُنى
 
فاتركِ التذكارَ يعروكَ الهوينى
 
ثمَّ أغلقْ كلَّ بابٍ للهوى
 
واعترفْ أنَّا كبرنا وارْعوينا
 
نحنُ يا شاعرُ طفلا لحظةٍ
 
أَسَرَتْنا... ثم أزرَتْ بكلينا
 
فَصَحَوْنَا من تباريحِ الهوى
 
وتَرَكْنَاهُ قتيلاً... وَمَضَيْنا
© 2024 - موقع الشعر