صباح الخير يا بغداد - فاديا غيبور

صباحُ الخيرِ يا بغدادْ
صباح النهرِ والشطآنِ والأنجادْ
أجيءُ إليكِ متعبةٌ
ألملمُ نبضَ أشلائي
فطفلٌ في دمي يحبو
وطفلٌ لوعتي يعتادْ
وأنتِ حمامةٌ ثكلى
تقمَّصَ وجهَهَا الصيادْ
فهلْ تبكينَ من وجعٍ
وهل أبكيكِ يا... بغداد؟!
صباحُ الخيرِ يا بغدادْ
صباحُ الخوفِ والصّرخاتِ والأولادْ
وتقتربينَ من دمنا قرنفلة
تمزِّقها يدُ الجلادْ
وما ذنبُ البساتينِ الفراتيةْ
وكيف لدجلةَ الحاني يسوقُ مياهَهُ حبراً
ويخجلُ أن يبوحَ لها
بأنَّ دماً
يجوسُ شوارعَ المدنِ العراقيةْ
وأن طفولة كانت
تبلسمُ من حليبِ الأمهاتِ الحبَّ
بالأحزانِ منسيّه
وكيف لنا ونحن نسائلُ الأيامَ
عن حزنٍ يليقُ بنا
وأن نختالَ منتظرينَ من كانوا
ومن رحلوا
ومن عاشوا على أهدابِنا
همَّاً وأسئلةً مصيريّة؟
وبابلُ... من يسامرُها
ويسكبُ خمرَها قُبَلاً
على شرفاتِ من جاؤوا من الماضي
ليبكوا عزَّةً صارتْ
بهذا العصرِ أُمنيّة؟!
وكيف أنا أمدُّ الآن أجنحتي
وقد قطعَتْ شراييني
البطولاتُ الخرافيّه.؟
صباحُ الخيرِ يا بغدادْ
صباحُ النخلِ والصفصافِ والدفلى
صباحُ قصيدتي الأحلى
أردّدها معطرةً
بلهفة أرضِ سوريّة
لتمحو عن وجوهِ الأهل غربتَها
تعيد لها ملامحها الحقيقية
وتعلن أن صوتَ الشعبِ لن يخبو
ولن تخبو البراكينُ العروبية
© 2024 - موقع الشعر