سُؤالْ

لـ فاديا غيبور، ، في غير مُحدد

سُؤالْ - فاديا غيبور

لماذا أحنُّ إليكْ؟!
وأفرِدُ صوتي رمالاً
تزوبِعُ فيها النوارسُ والقبَّراتُ
تفيءُ رفوفاً... رفوفاً
إلى قيظِ أشعارِنا العاريةْ
ويومَ الرّحيلِ إلى آيةِ البرقِ سرّاً
نراها تسيلُ بأفواهِنا
صرخة صادية!
لماذا أحِنُّ إليك؟!
وما عاد بيني وبينكَ
غيرُ رمادِ النّدى والسرابْ
أهزُّ جهاتِ السؤالِ
وما من جوابْ!
وأقرأُ جسراً من النّارِ
تمشي عليهِ البساتينُ ظمأى
وتوغِلُ بينَ رؤوس الحرابْ
أقولُ: سلاماً
فإنَّ دماً من صراخِ التّرابِ
سيُطِلعُ قمْحاً
لكلِّ يدٍ من عذابٍ وحمّى
وينبتُ من جسدِ المفتدي
وردةً قانية.. وإنَّ شواهِدَ
سوفَ تقومُ من النومِ فجراً
لتكتُبَ أحلامَها المزهراتِ
بشوقِ الدماءِ إلى الصبوةِ الآتيةْ
أقولُ: سلاماً
وأبحثُ عنك ظلالاً
وأبحث عنك رمالاً
وأبحث عنكَ غلالاً
تسافِرُ بينَ الوريدِ وبينَ الوريدْ
أيا وطناً بعثرتْهُ القبائلُ
ما بينَ جرحٍ قديمٍ وجرحٍ جديدْ
إلى أين تمضي
وكلُّ التوابيتِ منذورةٌ للضياعِ وكلُّ القبورِ
محوَّطةٌ بانكسارِ النشيدْ؟!
© 2024 - موقع الشعر