الشَّهيد - فاديا غيبور

لم يكنْ يحملُ ورداً يومَ عادْ
كانَ في كفّيهِ نارٌ ودخانٌ ورمادْ
وأغانٍ شاحِبةْ
وعلى عشبِ ذراعيهِ تقاسيمُ حدادْ
وحكاياتُ البلادِ الطيبة
لم يكنْ يحملُ ورداً
فهْوَ وردُ الأرضِ في هذا السّوادْ
***
حدّثوه عن قلوبٍ ماتتِ الأحلامُ فيها
عن عيونٍ فاتناتٍ لم تجدْ من يفتديها
عن غيومٍ مُثقلاتٍ بينابيعَ وألوانِ غلالٍ
لم تجدْ من يرتديها
حدّثوه عن عصافيرَ وأطفالٍ جياعٍ
عن قرى تخلعُ قمصانَ البراري
ثمّ تذوي ألماً من ساكنيها
حدّثوه عن حدودٍ مستعاره
عن جوازاتِ سفرْ
حدّثوه عن لصوصٍ ورعاةٍ
سَرَقوا ضَوْءَ القمرْ
حمَلَ العائدُ عينيهِ بعيداً...
وبكى..
ثمّ بكى..
وتوارى ذاتَ يأسٍ
بينَ أشجارِ المطرْ
© 2024 - موقع الشعر