أيها الغد .. - فائزة عبدالله سلطان

أيها الغد ..
 
في داخلي
حضن يفتح ذراعيه متوجساً
للغد الذي لم يكترث لتوسلات حلمي
في قلبي أمنيات عذارى
عنسن من كثرة الشوق
ولا يزفن أنفسهن إلاّ عند سماع
همساتك
دموعي بحجم قلبك
أنام معها كلما أتذكّر غدرك
ماذا تحمل لي في راسك
أيها الغد
لا تفصل لي ثوباً آخر من الجرح
فلن أتحمل قروحه على جسدي
 
أيها الغد
أعد لي طفولتي
إن استطعت
ولا تومئ لي بوعودك
أعدني إلى جنوني
وإلى الحبّ الذي مزقني
وإلى غرفتي الباردة
ومجانين العصر في زقاقي
ومقعدي اليتيم
وغزل حماماتي
وحنين صوت أختي
أعدني إلى صديق طفولتي
لألصق وجهي على لوحاته
وأغفو قليلاً على أوراقه
أعدني بالله عليك
انقذني
من هذه السارقة لابتساماتي
التي تعتصرني
وتخنق كل حلم في رحم روحي
أطردها من بيتي
من فراشي
من روحي
من حديقتي
 
أيها الغد
سأدلك عليها
تعرفت عليها في سفري
حجزت مقعداً بجانبي
سرقت دمعة أبي عند الوداع
وحسرة أمي وتوسلها لجنوني
تلبس كل ذكرياتي
وتحتفظ بأجمل أيامي
تسخر مني
تجرّني من ضفائري
تحتلني
أكرهها
أبكي في حضنها
فتسرق فراشاتي
أتعرفت عليها أيها الغد¿
ها هي تصرخ بوجهي
تهدّدني
بالموت
لا أريد أن أكون في حضنها
حينما أرحل
أبعدها عني
ولا أريد جنة أرضها
لا أريدها
تلك القاسية
تلك
الوحيدة التي ترى دموعي
صديقتي "الغربة"
ارحلي عني
كم أمقتكِ.
© 2024 - موقع الشعر