أيها العيد قسوت عليّ كثيراً .. - فائزة عبدالله سلطان

أيها العيد قسوت عليّ كثيراً ..
 
 
 
كيف أفتح لك ذراعيّ أيها العيد
 
وأنت
 
نعم أنت
 
وبسجادتك السحرية
 
أقنعت أبي
 
فتركنا
 
في أول أيامك
 
دون أن يعطيني هدية العيد
 
دون أن أقبّل يديه
 
وأتدفأ بقبلته لجبيني
 
لم أسمع سوى حشرجة صوته عبر الهاتف
 
بماذا وعدته أيها العيد
 
وكيف تركنا
 
أخشى أنك لم تراعه في الطريق
 
فأنت تعرف
 
أنه كان مثلي لا تدفئه إلاّ أغاني الصباح
 
فهل غطيته جيداً بمعطف الموت
 
 
 
لم أكن بقربه
 
لو كنت لقلت لك أيها العيد
 
كم كان يعشق الحياة
 
وإنّ العصفور الساكن فيه كان يغرد كل صباح
 
أيها العيد
 
قسوت عليّ كثيراً
 
وألبسته
 
كفناً عادياً
 
لو أنك أخبرتني
 
لبعثت لك
 
بزنابق بحيرتي
 
لتصنع منه
 
كفناً تلف به رقة أبي
 
 
 
أعرف أيها العيد
 
أنك تعود إليّ مبتسماً
 
وتقول إنه في أمان الله
 
ولكن
 
أيها العيد
 
أنا ما زلت
 
أتوق
 
إلى قبلة الجبين
 
وهدية العيد
 
فهل تخبره
 
أنني وحيدة
 
إن رأيته
 
يغني لفريد الأطرش "زينة.. زينة"
 
وهو يوقظ جيرانه من الراحلين معه
 
دون رجوع
 
في شتاءِ بارد
 
من أول أيامك.
© 2024 - موقع الشعر