لا تقـــــــــــــولي - إبراهيم مشارة

لا تقولي سلا حبيبي معادا
أنا لا أنسى من محضت ودادا

برعم في الحشا رعته الليالي
وحناني للحب صار سمادا

كيف أسلو عن توأم الروح عمرا
كيف أرضى أن أستحيل جمادا؟

وأنا ابن الهوى أخاف الليالي
كم أحالت شوك القتاد المهادا

لم أ ذق شهدا غيرمن فيك يوما
ثم من وجنتيك نلت المرادا

كم ليال تغار جدران بيت
ورسول اشتياق باح ونادى

جسمك البض سحره قدسباني
كنت سواحا فيه أو سندبادا

بددت ظلمة بياض فروع
مرمري غرثان حب تمادى

فيقاياه في خياشم أنفي
أضرمت نيراني لظى واتقادا

و كأن الزمان كالموت يطغى
رام سوءا آلى يغالي جهادا

فأطعت الباغي ورشت سهاما
قاتل الله غيرة و البعادا

قد سلوت الذي يناجيك شعرا
دم قلب قد استحال المدادا

شهد الله أنت أغلى لديه
لو سألته عمرا للبى وجادا

عبثا أزمع الفراق وآلى
كلما جن الليل حن وعادا

ذكريات حاصرته فلولا
وشريط لأم كلثوم زادا

يشعل السيجار التي قد سلاها
فغدت كالأمس السعيد رمادا

يتمنى لو كان جلمود صخر
أو كخلق الله استطابوا الرقادا

يشتكي من وساوس لنجوم
نخرت منه فكره والفؤادا

لا رعى الله غضبة أورثتني
حزن أم يقطع الأكبادا

أشرعت نفسي يأسها لمرافي
في مناراتها رأيت السوادا

عانقتني الغربان و الملح زادي
لذت بالناي قد سننت الحدادا

رحم الليل أنسلت مر شجن
في فؤادينا أورثتنا سهادا

أنت مثلي في سجن حبي سبي
قد عرفت الدلال ثم العنادا

ما هوانا وليد عام حبيبي
للهوى في الصبا منحنا القيادا

و تصالحنا لا نطيق فراقا
نتحدى ظروفنا والعبادا

إن تمني تلا قيا لهفتي قد
أسرجت لابن الأربعين الجيادا

© 2024 - موقع الشعر