بَكَرَ العاذِلاتُ فيهـا صِراحـا - عمر بن أبي ربيعة

بَكَرَ العاذِلاتُ فيها صِراحا
بِسَوادٍ وَما اِنتَظَرنَ صَباحا

قُلنَ عَزَّ الفُؤادَ عَن أُمِّ بَكرٍ
بِعَزاءٍ قَدِ اِفتَضَحتَ اِفتِضاحا

قُلتُ ما حُبُّها عَلَيَّ بِعارٍ
إِن مُحِبٌّ يَوماً مِنَ الدَهرِ باحا

قَد أَرى أَنَّكُنَّ قُلتُنَّ نُصحاً
وَاِجتَهَدتُنَّ لَو أُريدُ صَلاحا

لَو دَويتُنَّ مِثلَ دائي عَذَرتُن
نَ وَلَكِن رَأَيتُكُنَّ صِحاحا

أَو تَحَبَّبنَ لا تَعُدنَ فَإِنّي
قَد أَريتُ الوُشاةَ مِنّي اِطِّراحا

إِنَّها كَالمَهاةِ مُشبَعَةُ الخَل
خالِ صِفرُ الحَشا تُجيعُ الوِشاحا

في مَحَلِّ النِساءِ طَيِّبَةُ النَش
رِ يُرى عِندَها الوِسامُ قِباحا

لَم تَزَل مِن هَوى قُرَيبَةَ تَهوى
مَن يَليها حَتّى هَوَيتَ الرِياحا

قَرَّبَتهُ المُقَرِّباتُ لِحينٍ
فَأَتى حَتفَهُ يَسيرُ كِفاحا

© 2024 - موقع الشعر