إِنَّ الخَليطَ الَّذينَ كُنـتُ بِهِـم - عمر بن أبي ربيعة

إِنَّ الخَليطَ الَّذينَ كُنتُ بِهِم
صَبّاً دَعَوا لِلفِراقِ فَاِنطَلَقوا

عَصاهُمُ مِن شَتيتِ أَمرِهِمُ
يَومُ المَلا مُستَطيرَةً شِقَقُ

اِستَربَعوا ساعَةً فَأَزعَجَهُم
سَيّارَةٌ تَسحَقُ النَوى قَلِقُ

أَتبَعتُهُم مُقلَةً مَدامِعُها
مِنها بِماءِ الشُؤونِ تَستَبِقُ

تُحسَبُ مَطروفَةً وَما طُرِفَت
إِنسانُها مِن دُموعِها شَرِقُ

بانوا بِنُعمٍ فَلَستُ ناسِيَها
ما اِهتَزَّ في غُصنِ أَيكَةٍ وَرَقُ

آلِفَةٌ لِلحِجالِ واضِحَةٌ
بِالعَنبَرِ الوَردِ جِلدُها عَبِقُ

الظَبيُ فيهِ مِن خَلقِها شَبَهٌ
النَحرُ وَالمُقلَتانِ وَالعُنُقُ

مِن عَوهَجٍ فَردَةٍ أَطاعَ لَها
بِمَدفَعِ السَيلِ ناقِعٌ أَنِقُ

شَيَّعَها مُطلَقاً وَجادَ لَها
مَنابِتَ البَقلِ كَوكَبٌ غَدِقُ

يُجهِدُها المَشيُ لِلقَريبِ كَما
يَنهَضُ في الوَعثِ مُصعَبٌ لَثِقُ

وَيا لَها خُلَّةً تُوافِقُنا
أَو صَفقَةً بِالدِيارِ تَنصَفِقُ

تُعطى قَليلاً نَزراً إِذا سُئِلَت
وَالبُخلُ فيها سَجيَّةٌ خُلُقُ

فَقَد أَرانا وَالدارُ جامِعَةً
وَلَيسَ في صَفوِ عَيشِنا رَنَقُ

© 2024 - موقع الشعر